
كيف تُصبح رئيسا مديرا عاما في زمن المحاباة والمحسوبية؟
لا يخفى على أحد أن أكثر من 90% من التعيينات في خطط عليا ببلادنا تُسند لغير مستحقّيها، وقد كان الإنتماء للتجمع المنحل هو المقياس وشرط أساسي للمترشح للفوز بهذه المواقع في العهد البائد، علاوة على ضرورة وجود دعم من أحد الأسماء البارزة والمعروفة في الحزب الحاكم أو من تلك المقربة من الحاشية.
واليوم، في فترة ما بعد الثورة، لم تتغير الصورة كثيرا وبقيت على حالها تقريبا رغم تغير أسماء الأحزاب والأشخاص النافذين.
وبما أنني أتحدث عن تجربة ولا أنطق من فراغ، فقد حدث، وليس بجديد، أن قام العديد من الإطارات والذين أعرفهم حقّ المعرفة، بالإنخراط في أحزاب حاكمة، فتحصلوا تباعا على مناصب كما خططوا له ومازالوا ليوم الناس هذا ينعمون بكراسيهم في مواقع عليا، شأنهم في ذلك شأن المستفيدين من قرابتهم أو علاقتهم بأسماء فاعلة حزبية كانت أو نقابية.
إنه مرض المحاباة والمحسوبية الذي ينهش البلاد رغم ما نعيشه من صعوبات على جميع المستويات، ونحمد الله أن تونس مازال فيها من النزهاء من لا يقبل بأن ينتمي إلى زمرة الانتهازيين مهما كانت المغريات، لأنه يعلم جيّدا أن “الكرامة قبل الخبز”، ومن يعطيك شيئا أو يساعدك على نيل ما لا تستحق وبدون جدارة، فمن المؤكد أنه ينتظر المقابل والذي سيحصل عليه بأي شكل من الأشكال، ومثلما يقول المثل الشائع ” إذا لم تنحن، لا يستطيع أحد ركوب ظهرك”.
محمود