
لبشير العكرمى ، اتركوه يتكلم . بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي .
تعالت بعض الأصوات المشبوهة و بعضها من المنتمين للإعلام بالرضاعة أو التبني أو بجهاد النكاح مولولة دامعة منتحبة كل ذلك بتعلّة أن القضاء هو من قرر من باب التشفي أو قمع الافواه أو”قتل ” الحقيقة إيداع القاضي البشير العكرمى وكيل الجمهورية السابق المتهم بجرائم تصل عقوبتها للإعدام بمستشفى الرازي الذائع الصيت في تخصصه في معالجة كل من زلّت به الأعصاب أو فقد السيطرة على حواس الفهم و الاستيعاب و التصرف . من بين السادة الصحفيين الذين نظموا قصائد المديح فى شخص هذا القاضي و تباكوا على حال حقوق الإنسان في عهد من لا يتضايقون من تسميته و توصيفه بالمنقلب في غمز غير بريء نحو صاحب خطب منصات الصواريخ و مهاجمة طواحين الريح الرئيس قيس سعيّد الإعلامي زياد الهانى الذي أصبح متخصصا في نظم مثل هذه النثريات التي تمجّد من وضعهم في قيمة الأبطال و القديسين و الذين شاء حظهم العاثر و حسن نيتهم الفائقة أن تلوكهم ألسن الشماتة و ضغينة الحاقدين .
لقد خرج علينا الإعلامي مراد الزغيدى المعروف بتخصصه في الكرة الفرنسية و الذي بات مجرد كرونيكور درجة عاشرة في بعض مساحات إعلام الرداءة و ما يسمى بتلفزة المزابل ( Télé poubelle ) كاشفا أنه أضاع ليال و أيام كثيرة في البحث و التنقيب حتى يتمكن من مواجهة ضيف “ثقيل” بحجم وكيل الجمهورية السابق السيد البشير العكرمى غير أنه فوجئ بضغوط و أوامر عليّة لم يحدد مصدرها طبعا من باب إثارة الفضول و مزيد التشويق تمنعه من انجاز هذا الحديث ” التاريخي ” لحظات قبل ساعة الصفر لانطلاقه . طبعا لم نفاجأ من هذا الذي صدر عن السيد مراد الزغيدى لان الشيء من مأتاه لا يستغرب كما لم نستغرب أن يعمد السيد زياد الهانى في نفس التوقيت إلى “خبرته” في صنع المقالات الحمالة لكل الأوجه على شاكلة مقاله الأخير ” هل تذكرون عملية باردو الإرهابية ؟ ” حين لم يتورع و كعادته عن تقديم وكيل الجمهورية المضنون فيه في وجه البطل المغوار الذي لولاه لتم اتهام تونس و تحميلها مسؤولية العملية و جبرها على تقديم تعويضات خيالية لأهالي الضحايا.
بطبيعة الحال لسنا في وارد مساندة وجود أي خرق محتمل لإجراءات المحاكمة العادلة للسيد البشير العكرمى أو غيره و لا نقتنع طبعا ” بمرافعات” بعض المحامين في وسائل الإعلام و لسنا في وارد الاقتناع بأن القضاء غير مسيّس أو أن كل ملفات الإحالة ناجزه و لا تتحمل النبش في جديتها لكن بالمقابل لا نريد انتصاب بعض دكاكين إعلام عدم المهنية و احترام المتابع لتتولى الإيقاع بعقولنا أو تجرنا إلى الاقتناع بأن السيد البشير العكرمى الذي كان وزير العدل الحقيقي و الآمر الناهي في كل الملفات الهامة و الحارقة التي مرت بمكتبه قد تحول بقدرة قادر إلى حمل لا يهش و لا ينش و غير قادر عن الدفاع عن نفسه و هو محاط بلفيف غير محدود من المحامين القارين في نيابتهم لكل المضنون فيهم المحالين في الفترة الأخيرة و الذين توحي تصريحاتهم بكونهم قد شربوا من نفس المصدر الملهم الخفي الذي يدير مواقف لسان الدفاع من وراء الستار . لا ندرى لماذا تحول الرجل في هذه الفترة بالذات إلى معشوق إعلام شيلنى و أشيّلك و الحال أنه كان نسيّا منسيّا طيلة سنوات و متاحا للإعلام و لإجراء التصريحات و خاصة منذ تعاظم الشكوك حول تصرفاته في ملف الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمى ليبقى السؤال أين كان السيدان مراد الزغيدى و زيادى الهانى ؟