للحقيقة والتاريخ: مأساة التونسيين أنهم لا يقرؤون تاريخهم  !…مصطفى عطيّة

للحقيقة والتاريخ: مأساة التونسيين أنهم لا يقرؤون تاريخهم !…مصطفى عطيّة

20 أكتوبر، 21:15

إلى الذين دأبوا على تزييف التاريخ لتلميع صورة الأتراك، وأصلهم من قبائل التتار، تفضلوا أولا بالتمعن جيدا في ما أورده رحالتان أجنبيان : الأول هو D. Peysonnel، الذي إمتدت رحلته إلى تونس من 1724 إلى 1725، وكتب :”منذ أن غزا الأتراك العثمانيون تونس سنة 1574 جعلوا من أنفسهم فئة فوق السكان الأصليين للبلاد، زاعمين النبل وتفوق العرق، وقد منعوا على التونسيين كل شيء وأمعنوا في قهرهم وتفقيرهم وإذلالهم”.


أما الرحالة الثاني فهو Desfontaines، وبدأت رحلته إلى تونس سنة 1783 وتواصلت حتى سنة 1786، وكتب : ” كان الغزاة الأتراك يستهترون بالتونسيين ويرتكبون الجرائم في حقهم، حتى أصبح تاريخهم في تونس مترع بالجرائم والفوضى”.
ولما أطلق حمودة باشا، خامس بايات تونس وأعظمهم شأنا، والذي حكم من 1782 إلى 1814 للميلاد، حملة إعادة الأمن والإستقرار للبلاد وتطوير الفلاحة والتجارة البحرية وبعث نوايات صناعات دفاعية وأخرى إقتصادية كإنتاج العطور، بدأ، أولا، بتخليص الجيش من الإنكشاريين الأتراك وتطهير الإدارة من كل من له بقايا نسب أو ولاءات تركية، لكن العثمانيين لم يهدأ لهم بال حتى إنتقموا منه، غدرا، بتدبير جريمة إغتياله في آخر ليلة من رمضان المعظم سنة 1229 للهجرة الموافق لسنة 1814 للميلاد، وذلك بتكليف أحد المماليك، ويدعى ماريانو سينيكا النابولي، وهو “قائد السبسي”، أي المكلف بإعداد الغليون والنارجيلة للباي، بدس السم في المادة التي يدخنها حمودة باشا، ويقال أيضا في القهوة التي ترشفها عندما دخن “السبسي”. وقد نفذت الجريمة بمساعدة الطبيب الخاص للباي ويدعى مندريتشي.


وفي هذا السياق يصنف الطورانيون الأتراك، العرب عرقا من الدرجة الدنيا، علما وأن الطورانية هي المصطلح المستحدث للعصبية التركية البغيضة، وبآسم هذه العقيدة، التي يتزعمها اليوم طيب رجب أردوغان، نصب السفاح جمال باشا في بداية القرن الماضي المشانق للقوميين والوطنيين العرب في سوريا وبقية بلاد الشام.
هكذا هم الأتراك، وهكذا هي طبيعتهم العدوانية وكراهيتهم للشعوب العربية، فالجرائم التي إقترفوها في تونس والكثير من البلدان العربية هي فصل صغير في سجلات تاريخهم الإرهابي الأسود.


اليوم، تركيا هي البلد المسلم صاحب أقوى وأشمل علاقات مع الكيان الصهيوني، ورئيسها طيب رجب أردوغان هو الرئيس المسلم الوحيد الذي حصل على ميدالية “الشجاعة اليهودية” من اللوبي الصهيوني، وهو الوحيد الذي زار إسرائيل خمس مرات، ووقف عند قبر هرتزل مؤسس الصهيونية، وفي عهده، وقّعت تركيا 60 اتفاقية مع إسرائيل، وبلغ حجم التبادل التجاري أكثر من 9 مليارات دولار سنويًا، وسمح للإسرائيليين، والمستوطنين والمتطرفين والإررهابيين منهم، بدخول تركيا بلا تأشيرة، وفي تركيا يوجد ثاني أكبر مصنع أسلحة إسرائيلي في العالم، وتستقبل الموانئ التركية يومياً عشرات السفن المحملة بالأسلحة الفتاكة التي تقتل الأبرياء في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن.


مأساة التونسيين أنهم لا يقرؤون..لذلك ينساق بعضهم كالنعاج وراء جلاديهم السابقين وأحفادهم الحاليين!!

مواضيع ذات صلة