
لماذا أعلن الرئيس عن قرارات 17 ديسمبر يوم 13 …فتحي الجموسي
يتساءل البعض عن الأسباب التي دفعت بقيس سعيد الإعلان عن قرارات ليلة 13 ديسمبر كان من المفترض الإعلان عنها يوم 17 ديسمبر يوم عيد الثورة.
والأسباب حسب رأيي الشخصي هي سببين إثنين:
السبب الأول وطني: وهو إحباط وإفشال التحرك الإحتجاجي المزمع القيام به صبيحة يوم 17 من طرف تجمع ما يسمى “جرحى 25 جويلية” والذين تكاثروا أكثر فأكثر بعد أن إنضمت لهم أحزاب باركت قرارات 25 جويلية طمعا في جزء من الغنيمة ثم إنقلبت ضدها بعد أن رفض قيس سعيد تلبية مطامعها وأخص بالذكر منها التيار الديمقراطي و جزء من حركة الشعب.وبطرح خارطة و آجال محددة لمسار ما بعد 25 جويلية يكون قيس سعيد قد وجه لكمة قوية لهؤلاء الجرحى وسحب منهم أهم سلاح لديهم وهو إدعائهم بالإستفراد بالسلطة و تنصيب نفسه ديكتاتورا على تونس، والأكيد أنه بعد هته اللكمة سيفقد تجمعهم يوم 17 الكثير من زخمه ومن وقعه الوطني و الدولي بالأخص.
السبب الثاني إقليمي ودولي: ويتمثل بالأخص في زيارة رئيس الجزائر عبد المجيد تبون إلى تونس يوم الاربعاء 15 ديسمبر. فالمعلوم أن الجزائر و إن كانت من أفضل أصدقاء تونس إلا أنها تدافع عن مصالحها قبل النظر لمصالح أجوارها شأنها شأن كل دول العالم بدون استثناء، والجزائر لا مصلحة لها اليوم في أن يتولى قيس سعيد إتخاذ أي قرار من شأنه إقصاء الإسلاميين وحركة النهضة بالأخص من الحكم وذلك لسببين إثنين:الأول: صراعها حول الملف الليبي مع مصر التي تعتبرها قد تغولت كثيرا داخل هذا البلد وأصبحت تشكل خطرا على مصالح الحيوية للجزائر داخل ليبيا ولهذا السبب فالجزائر لا تخفي تعاملها وتعاونها مع الأطراف الاسلامية الليبية المعادية للطرف الموالي لمصر.
الثاني: أن الجيش الجزائري منتشر الآن على طول الحدود مع دولة المغرب خشية تنفيذ عمليات قتالية مع بلد أصبح في حكم العدو ومنتشر أيضا على طول الحدود مع دولة مالي التي يتسرب منها الارهابيين والدواعش و ما يسمى بفرق بوكو حرام الخطرة على أمنها القومي.الجزائر لا مصلحة لها في إقصاء الإسلاميين وحركة النهضة من الحكم لأن أي إضطراب أمني في تونس سيجبرها على مزيد تحصين حدودها معنا حماية لأمنها القومي وهي غير قادرة على فعل ذلك بحكم تمركز جل جنودها في جبهات وحدود أخرى.قيس سعيد ربما تفطن لهذا وإستبق مجيء تبون لتونس و أعلن عن قرارته التي يعتبرها ضرورية حتى لا يكون عرضة لضغوطات و إبتزازات لا تخدم سوى مصلحة الجزائر.