ماذا يحدث داخل كواليس التلفزة الوطنية؟ …أسامة بن رقيقة
ليست المرة الأولى التي تكون فيها التلفزة الوطنية بقناتيها الأولى والثانية محل تندر لدى المشاهد التونسي ومادة دسمة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي. ففي السنة الفارطة قامت الوطنية الثانية في أولى أيام رمضان ببث برنامج ديني قديم فيه دعاء للرئيس السابق. وترفع الوطنية الأولي اذان صلاة الصبح محل آذان صلاة المغرب. الإذاعة الوطنية نفسها وقعت في المحضور مطلع السنة الحالية وبثت مقاطع خادشة للحياء. لتتواصل الأخطاء الفادحة مع استقالة مقدم برنامج الأحد الرياضي الذي كشف كواليس خطيرة داخل أروقة مؤسسة التلفزة الوطنية، حين اتهم معز بولحية أطراف تعمل داخل التلفزة بعرقلته وتشويه سمعة الأحد الرياضي الذي كان إلى وقت قريب الأكثر مشاهدة. لتكون مباراة اول امس الاربعاء بين الاتحاد المنستيري والنادي الأفريقي القطرة التي افاضت كأس مشاهدي التلفزة الوطنية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمد مذيع ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير بالتفوه بعبارات استهجنها الجميع، حين طلب مشروبات كحولية على المباشر، صحيح أن المذيع لم يكن على علم بوجوده على المباشر، ولكن لا مبالاة فريق الاعداد والتقنيين جعلت من التلفزة الوطنية عرضة للتهكم.اخطاء تقع اثناء ذروة المشاهدة، المباريات الرياضية وشهر رمضان، فما بالك بالأخطاء التي تقع في سائر الأيام ولم يقع التفطن إليها. فمؤسسة عريقة كالتلفزة الوطنية، أنجبت ثلة من الإعلاميين البارزين، الذين يتصدرون أقوى المؤسسات الإعلامية العربية، أمثال محمد كريشان، الحبيب الغريبي، مهيب بن شويخة وغيرهم. تجد اليوم نفسها تتخبط في المشاكل تلو الأخرى بفعل السياسات الرعوانية التي ينتهجها البعض من أبنائها وخاصة النقابات المسيسة التي تدير المؤسسة من وراء الستار. ورغم أن تمويل مؤسسة التلفزة الوطنية يساهم فيه بالدرجة الأولى التونسيون بضريبة مفروضة عليهم عند خلاص معلوم الكهرباء والغاز، فإن المواطن لا يجد نفسه فيها، ولا تمثله، في ظل غياب الإنتاج ، وإعادة المسلسلات ، والبرامج القديمة أو البرامج السياسية المستهلكة وغير المكلفة. وهو ما يجعل المواطن التونسي يتسائل عن مصير الأموال التي تذهب لخزينة التلفزة الوطنية؟ وأكيد لن نجد الإجابة لأن مصيرها الأجور الكبيرة والسماسرة والمتمعشين والنقابات المتنفذة؟ فمتى يفتح هذا الملف؟.