ماذا ينقص لاستكمال ترسيم مدينة صفاقس في سجل التراث العالمي لليونسكو؟

ماذا ينقص لاستكمال ترسيم مدينة صفاقس في سجل التراث العالمي لليونسكو؟

24 سبتمبر، 17:00

ماذا ينقص لاستكمال ترسيم مدينة صفاقس في سجل التراث العالمي لليونسكو؟ هل هي اجراءات وتعقيدات إدارية ومالية لم تنجز بعد أم انسحاب من مبدأ التسجيل الأولي :
إنّ لمدينة صفاقس من الخصوصيات الحضارية العربية والإسلامية والمتوسطية ما يؤهلها لكسب رهان ملف ترسيمها ضمن التراث العالمي لليونسكو على غرار مدينة جربة التي تم ترسيمها يوم أمس ضمن التراث العالمي لليونسكو في جلسة تابعها عدد من التونسيين مستبشرين وهي علامة فارقة حقا لجربة ولبقية المدن التونسية، تبعث في أهاليها أملا جديدا لتأخذ موقعها ضمن هذا السجل وتستفيد منه وكذلك تفتح آفاقا لتنمية ثقافية وحضارية بها وهو لعمري شرف لكل مدينة تونسية لتصبح مدينة عالم بأسره …ونخص بالذكر منها “صفاقس”.
ذلك أن هذا الترسيم الذي نتمنى ان يكون مباركا لمدينة جربة سيكون له انعكاسات جدية على موقع مدينة صفاقس كمدينة سعت منذ سنوات عديدة لتدخل في الترسيم الاولي للتراث العالمي وهي فرصة كذلك لحلحلة هذا الملف والاستفادة من المراحل والمنهجية التي اعتمدها مدينة جربة لكسب هذا الرهان.
فماذا ينقص مدينة صفاقس لتكون ضمن هذا السجل وهل أن الإشكاليات المطروحة صلب هذا الموضوع تتعلق بإجراءات وتعقيدات إدارية ومالية لم تنجز بعد أم انسحاب من مبدأ التسجيل الأولي :
منذ ما يزيد عن السنة تقريبا انعقدت جلسة عمل مميزة جمعت كافة المتدخلين في ملف ترسيم مدينة صفاقس ضمن التراث العالمي وبحضور السيد المدير العام للمعهد الوطني للتراث ومستشار السيدة وزيرة الشؤون الثقافية وخبير مختص والسيد رئيس بلدية صفاقس والسيد المتفقد الجهوي للتراث بصفاقس والساحل والجنوب وعدد من ممثلي الجمعيات وممثلي الهيئات الثقافية بالجهة، وكان محور هذه الجلسة النظر في مراحل ومنهجية استكمال ترسيم مدينة صفاقس ضمن التراث العالمي لليونسكو والحرص على التقدم بهذا الملف بعد التأخير الكبير الذي شهده رغم رصد الوزارة للميزانية الخاصة بذلك ولجهود فريق العمل الاول الذي قام بإعداد ملف الترسيم الاولي للمدينة ضمن التراث العالمي،
….وبعد سنة أين وصلت هذه المساعي؟ وهل أن صفاقس ما تزال ضمن الترسيم الأولي للمدينة منذ تاريخ تقديمه للهيئة الاستشارية علما وأن فترة الترسيم الاوليّ لا يمكن أن تتجاوز 5 سنوات؟
وهل ما يزال الملف مستقطبا لإرادة الدولة التونسية التي أكد الخبراء أنها ليست ملزمة بعد تقديم الملف الاولي بمواصلة ترسيم الملف النهائي وذلك حسب استراتيجيتها في هذا السياق بعد قرار قبول هيئة تقييم الملف الاولي المتكونة من هيئة استشارية للتراث العالمي والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وخبراء دوليين الذي يقيموّن الملف الاولي لتمر الجهة لإعداد الملف النهائي؟
لقد تم الاتفاق آنذاك على تكليف هيئة جديدة لمتابعة هذا الملف مما يتطلب جهودا جدية ومعقدة لاسيما لما تشهده جهة صفاقس من مشاكل ترهل المدينة العتيقة والأوروبية مع التاكيد على رصد الدولة للميزانية الكافية للغرض وكذلك على ميزانية تكوين لفائدة أعضاء الهيئة التي ستقوم باستكمال الملف والتي سيتم تعيينها من السلطات الدولة المعنية…فهل بقيت هذه التوصيات حبرا على ورق؟ وهل آن الأوان للعودة الى الانطلاق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ؟ في اطار انطلاقة جديدة لدفعه وإعادة صياغته وتحفيز كافة الاطراف الجهوية الرسمية والمجتمع المدني للمضي قدما في ملف ترسيم المدينة مع رصد الامكانيات والاعتمادات الضرورية للغرض علما وأن الدولة التونسية ليست ملزمة بعد تقديم الملف الاولي بمواصلة ترسيم الملف النهائي وذلك حسب استراتيجيتها في هذا السياق بعد قرار قبول هيئة تقييم الملف الاولي المتكونة من هيئة استشارية للتراث العالمي والاتحاد الدولي لحمية الطبيعة وخبراء دوليين الذي يقيمون الملف الاولي لتمر الجهة لإعداد الملف النهائي.
أسئلة أطرحها لتحيلنا على وضع معقد بعض الشيء في ملف مدينة صفاقس وكذلك لبعض المقترحات التي أقدمها والتي قد يلتفت اليها بعض قارئ هذا المقال من مجتمع مدني وأصحاب قرار والمتمثلّة خاصة في :

  • برمجة زيارة للسيدة وزيرة الشؤون الثقافية لجهة صفاقس وتخصيص اهتمام كبير بهذا الملف لتكون انطلاقة حقيقية للعمل بأكثر جدية على ملف ترسيم مدينة صفاقس ضمن التراث العالمي رغم ما تشهده الجهة من صعوبات وواقع عمراني مهدد باندثار رموز المدينة المعمارية بالمدينة الحديثة والقديمة داخل اسوارها وبذلك ستكون مصادقة الدولة التونسية على ملفات التسجيل ضمن التراث العالمي مما يوكد ان ملف الترسيم يجب ان يكون ملف دولة وحكومة وليس ملف جهة.
  • تحفيز رغبة ابناء الجهة لتسجيل مدينتهم ضمن سجل التراث العالمي والتقدم بطريقة فضلى في هذا السياق بشراكة مثمرة بين بلدية صفاقس ووارزة لثقافة وكافة الهياكل ومكونات المجتمع المدني.
  • احداث لجنة قيادة للإعداد للملف وتكوين فريق العمل من جديد على اعداد الملف وتقديم المنهجية الجديدة التي يجب اتباعها خطوة بخطوة لإنجاح الترسيم الاولي لهذا الملف وتكوين هيئة قارة جادة ومتفرغة لهذا الملف وليست متطوعة على غرار الهيئة السابقة لإعداد الملف.
  • اعداد خارطة طريق واضحة للملف وتحديد المسؤوليات بين كافة المتدخلين.
  • ضرورة تشريك الاهالي في اعداد هذا الملف والجمعيات الشبابية التنموية المتطوعة للتحسيس ولفت النظر وتثمين التراث.
  • اهمية حماية المواقع الاثرية بجهة صفاقس والعمل على صيانتها اولا مثل سور المدينة العتيقة وبعض فضاءاتها المتداعية للسقوط وخاصة صيانة المنازل فضلا عن المباني والعمارات بباب بحر دون التشويه.
  • الحرص على دعم دور اللوبي الخاص بالمدينة من ابنائها المقيمين بتونس العاصمة و خارج ارض الوطن لدعم الملف.
    -اعداد قائمة تمهيدية اولية بالمعالم والمواقع والملفات الاثرية الخصوصية للجهة مع العمل على اعداد خطة ادارية ناجحة لصيانة المعالم والمحافظة عليها ومنهجية عمل لتفعيل هذه الخطة جهويا ووطنيا والتركيز على كيفية التصرف في التراث ودعم تدخلات جمعية صيانة مدينة صفاقس ودورها في هذا المجال.
  • الاستفادة من التجارب السابقة لجزيرة جربة للتسجيل في التراث العالمي.

  • منيرة البجاوي

مواضيع ذات صلة