ماهذا الحقد الأيديولوجي؟ أسامة بن رقيقة
يبدو أن الحياة السياسية في تونس، إنحرفت عن الجادة، ففسدت السياسة، وفسد السياسيون، وإنحرفت الأحزاب عن الطريق الصحيح. وأصبح الحقد الأيديولوجي الشعار السائد بين هاته الأحزاب، فإنتشرت الكراهية والدعوة لإقصاء الأخر. صراع أيديولوجي مقيت، تهيمن عليه الأفكار المسبقة والروح الثأرية ومحاولة لتبنى نهج الإقصاء. فبعض هاته الأحزاب ، لا يقارعون الحجة بالحجة، بل ضد أي فكرة مهما كانت عدالتها، لأنها ضد تفكيرهم، وضد الديمقراطية وحقوق الإنسان حسب زعمهم. وكأن الديمقراطية ولدت داخل أحزابهم، والحال أن جل رؤساء الأحزاب السياسية دكتاتوريون بطبعهم ، لم يتزحزحوا من أماكنهم منذ زمن طويل رغم فشلهم في كل الإستحقاقات الإنتخابية. عمى أيديولوجي يقوم على إلغاء الآخر بحجة الدفاع عن المشروع التقدمي للبلاد، وتصبح الأفعال الموجهة ضد منافسيهم مبررة مهما كانت منافية للعقلانية، كماهو الحال مع الوضع الصحي بالبلاد، فبعض الأحزاب يريدون عديد القتلى بفيروس كورونا، نعم لم يستوعبوا بعد عدد الإصابات القليل، كل هذا نكاية في وزير يختلف معهم أيديولوجيا. فلو فشل لرفعوا له المشانق، وإذا نجح فليس هو صاحب الفضل. أحد هؤلاء الجهابذة، جادت قريحته بأن وزير الصحة رفض السباحة في البحر بحجة أنه رجعي لا يريد مشاهدة النساء يذهبن للبحر، بينما ذهبت أخرى بالقول أن قرار منع السباحة يسمح من خلاله بدخول القوات التركية والقطرية إلى ليبيا. وإستنتاجات أخرى جعلتهم محل تندر لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي. هؤلاء المتزمتون يستمتعون بإنهيار البلاد والعباد، ويتلذذون فشل الآخرين ويؤذنون للخراب ، وفاتهم أن السقف إذا إنهار سينهار على الجميع.