ما حكاية عطب الساعات الحائطيّة بالعيادات الطبيّة بصفاقس؟ بقلم الأستاذ : عبداللطيف الهذيلي

ما حكاية عطب الساعات الحائطيّة بالعيادات الطبيّة بصفاقس؟ بقلم الأستاذ : عبداللطيف الهذيلي

22 سبتمبر، 12:30

زُرتُ أكثر من عيادة طبيّة لأكثر من اختصاص ( طبيب عائلة ، طبيب أسنان ، طبيب أعصاب ، طبيب جهاز هضمي ، مركز كشف … ) و في أكثر من مناسبة ، إمّا للتداوي أو للمراقبة أو للمرافقة ، فاسترعى انتباهي عيانيّا أنّ معظم الساعات الحائطيّة بهذه العيادة أو تلك مُعطوبة أي خارج الخدمة وقد توقفت عقاربُها عن الدوران بعد أن أصابها شللٌ في المفاصل و تكلّسٌ في العضلات ، ساعاتٌ تُحاكي في بؤسها و نشازها ساعة باب الجبلي الصمّاء الخرساء البكماء المجمّد أوصالها … الواقع أنّ الأمرَ مُحيّرٌ فعلا إذ لا يكفي ما يُعانيه المريض من شطط في تعريفة تُطعمُ ستين مسكينا أو قل تُعادلُ أجرة يومين كاملين لعامل يوميّ ، و كثيرا ما يدفع – عظم الشقاء – المعلوم كاملا دون وزن للاتفاقيات المبرمة مع الكنام ، مع ذلك فهو مطالبٌ في الكثير من الأحيان بتحمّل تكشيرة السكريتيرة وكأنّ الأمرَ مقصودٌ لأنّه يتكرّرُ في أكثر من عيادة .

هنا في قاعة الانتظار لا تبحث عن شربة ماء نقيّة فلا يخطُرُ ببال طبيب أن يتكرّم على زبائنه بقارورة ماء ( ليْن الخسارة ؟ ) ولا حتّى وضع مجلات محترمة أو جرائد يوميّة للمطالعة ولملء فراغات الانتظار بما يُفيدُ البلادَ و العباد ، لذلك يستنجد معظم الحضور بالنت ، فحتّى وإن كانت العيادة مرتبطة بشبكة الاتصال فلا يخطُر على بال السكريتيرة المُوَقّرة أن تمدّ الحرفاء بالرابط ، يُضافُ إلى كلّ ذلك ساعة حائطيّة معطوبة تُغالطك بالتأكيد في لحظة عدم تركيز ، والسؤال الذي يطرحُ نفسه : هل هو الإهمال ؟ وإذا كان ذلك كذلك فلِمَ تكرّرت الظاهرة وفي أكثر من عيادة ؟ هل هو سوء تقدير للزمن ؟ ولكنّ هذه إمكانيّة مستبْعدة بالنظر إلى الحركيّة النشيطة التي تشهدها عيادات الأطباء ( المشهورين على وجه الخصوص ) وهي تستقبل يوميّا العشرات من المرضى التونسيين والأجانب .

لقائل أن يقول : لقد مضى زمن الساعات الحائطيّة وهذا زمنُ الهواتف الذكيّة ، في هذه الحالة لِمَ تُعلّقُ الساعة أصلا ؟ تجاسرتُ ذات مرّة و سألتُ سكريتيرة طبيب أسنان عن السرّ وراء هذه الظاهرة فأجابتني بأنّها اقترحت على الطبيب ذات مرّة ، إصلاح الساعة أو شحنها على الأقل فكان ردُّه قاسيا – على ما ذكرتْ – بأنّ الأمرَ لا يعنيها . فما السرُّ في ذلك ؟

مواضيع ذات صلة