متى نستفيق من غفوتنا؟….الازهر  التونسي

متى نستفيق من غفوتنا؟….الازهر التونسي

9 ديسمبر، 18:30

يجب أن لا يغذي الاحتفال بالأعياد الوطنية النعرات الجهويةصدر بالرائد الرسمي للبلاد التونسي أمر رئاسي يحدد الأعياد الوطنية التي تمنح يوما خالص الأجر للعاملين في القطاع العمومي خاصة و اللافت للنظر في هذا الأمر هو إقرار عيد الثورة يوم 17 ديسمبر من كل سنة عوضا عن 14 جانفي و قبل التطرق لمدى وجاهة مبررات هذا التغيير يتعين التطرق بسرعة إلى غاية إقرار مثل هذه الأعياد فالغاية منها أولا و أساسا هي تنمية الشعور بالانتماء إلى المجموعة الوطنية و ذلك بالاعتزاز بما أنجزته هذه المجموعة في تاريخ معين و هذه الممارسة نجدها راسخة لدى جل الشعوب و الأمم و خير دليل على ذلك احياء للمسلمين لذكرى الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه و سلم كغزوة بدر و غزوة أحد و في الذاكرة الجماعية لسكان مدينة صفاقس نجد نموذجا قائما لمثل هذه الاحتفالات ففي يوم 14 جانفي من كل سنة يحيي سكان مدينة يوما يدعى الحاجوجة و هذا الاحتفال هو تخليد لانتفاضة سكان مدينة صفاقس ضد التواجد النورماني بها في آخر العهد الزيري و قد انتهت هذه الانتفاضة بتحرير المدينة من النورمان و حسب الأسطورة المتداولة فقد اجتمع سكان المدينة لاحياء يوم الحاجوجة الموافق ليوم 13 جانفي 1156 م و قد تم توزيع المقاتلين في مختلف أرجاء المدينة اعدادا للانتفاضة وقام هؤلاء المقاتلون بتحرير المدية من السيطرة النورمانية و منذ ذلك التاريخ و سكان صفاقس يحتفلون بهذه الذكرى رغم أن جل المحتفلين لا يعلمون بما يحوم بهذا الاحتفال فقد تحول احياء هذه الذكرى إلى رمز يوحد سكان المدينة باعتماد نفس الوجبة الغذائية في ذلك اليوم .أعود للحديث عن مدى وجاهة هذا القرار الرئاسي فحسب رأيي لا يمكن تحويل ذكرى وطنية من بعدها الوطني إلى بعد جهوي فاعتماد يوم 17 ديسمبر كذكرى للثورة تجعلني أتساءل لمذا لا نعتمد بداية أحداث الحوض المنجمي بقفصة كتاريخ للثورة؟ و لماذا لا يتم إقرار تاريخ أحداث تالة الدموية كتاريخ محتمل كذلك لاندلاع الثورة و توهجها ودون اطناب في هذا الباب فلكل جهة مساهمتها في الثورة و يبقى يوم 14 جانفي هو اليوم الذي توجت فيه ثورة الشعب التونسي بمختلف جهاته بالانتصار على نظام بن علي و اسقاطه و يتعين كذلك الحفاظ على رمزية الأعياد الوطنية التي وضعت لتوحد و لا يجب بحال من الأحوال أن تتحول إلى مناسبات للتفريق و تغذية النعرات الجهوية و التي نعاني منها أصلا و أختم كالعادة بسؤالي التقليدي متى نستفيق من غفوتنا؟

مواضيع ذات صلة