محمد الحبيب السلامي يكتب عن الشيخ الإمام المعمر حسن القرمازي

محمد الحبيب السلامي يكتب عن الشيخ الإمام المعمر حسن القرمازي

14 نوفمبر، 12:30

السلام عليكم وعلى أعلامكم،،،، ،يا ذا العزةً فرج كرب غزة
فيم أفكر ؟،،،،أعلام من صفاقس ،،،،111،،،،الشيخ الإمام المعمر حسن القرمازي ،1915،،2017،
،،،،وقفت على حياته فعرفت أنه تجاوز في العمر مائة سنة فقلت ،،إنه (معمر ) ،
،،،وسألت ابنه الأستاذ رضوان ،،هل عمي بعد أن كان بصيرا ؟فقال ،،عمي وهو لا يعرف الأشياء ولا الألوان فتذكرت قصيدا حفظناه في المدرسة وقيل لنا ،،إن الدكتور طه حسين ألفه يتحدث به عن نفسه وقد عمي وعاش وهو لا يعرف السماء ولا الألوان ،،،
،،،يا أمي ما شكل السماء وما الضياء ،وما القمر ؟،،،،بجمالها تتحدثون ولا أرى منها الأثر
،،،،وقد ثبت لدي أن القصيدة ألفها الشاعر العراقي معروف الرصافي ،،،،وكم من كفيف كان يرددها فهل كان الشيخ حسن واحدا منهم ؟
،،،علمت أنه كان في صغره حفظ القرآن الكريم فلم يكن يردد غيره ،،،وانضم إلى التعليم الزيتوني ،وجلس في حلقات الدروس مع الطلبة الأسوياء المبصرين ،وأعد دروسه واطلع في كل درس على ما جاء في كتاب من الكتب التي يدرسها الطلبة الزيتونيون ،،،فقد كان حسن القرمازي كغيره من الطلبة المكفوفين يستعين بطالب مبصر يقرأعليه ما في الكتاب ، هو يسمع ويفهم ويحفظ في ذاكرته ،ويسأل في الامتحان كالأسوياء ومن الذاكرة يجيب ،وهكذا قطع مراحل التعليم الزيتوني بين صفاقس وتونس في عشر سنوات فاز فيها بشهادة الأهلية ،ثم شهادة التحصيل وبعدها شهادة العالمية التي كانت تتويجا لنجاحه في التعليم العالي ،،،،،وهكذا كان التعليم الزيتوني نورا وعلما ونعمة ،،، طرق الأبواب يبحث عن باب منه ينشر علمه ويكسب رزقا ،،،،شارك في مناظرة( واعظ ) فنجح ، وبأمر علي من الباي عين مدرسا واعظا في المكناسي ،،،،قضى فيها سنوات ،،، انتقل واعظا في مدن أخرى ،وعين في كثير من المساجد إمام خمس وإمام جمعة حتى استقر به المقام مع زوجته وولديه،،محمد ورضوان ،في صفاقس ،،،، فيها اشتهر بعلمه الذي عاش يغذيه بما في كتب التفسير والحديث النبوي والفقه وغيرها ،وكان ولد من ولديه يقرأ وهو يسمع ،،،وقد علمت بما سرني وهو أن كنته المتعلمة كانت تقرأ له ما يريد من صفحات أي كتاب ،،،وفق الله كل كنة للعلم ومساعدة حميها ،،،،
،،،،،كان بيت الشيخ حسن القرمازي مقصد الباحثين ،ومقصد المستفتين ،يستقبل كل طارق ،ويجيب عن أي سؤال فهمه وعرف جوابه فإن لم يعرفه يرجئ الجواب لموعد آخر أو يقول كما كان يقول الإمام مالك في بعض المسائل ،،(الله أعلم ) ،
،،،،،كان لطيفا ،خفيض الصوت ،يقضى الوقت والجهد في العلم ،،،قضيت معه شهر مضان في سنة مضت ،فكنت مع صديقي ورفيقي المرحوم عبد العزيز التركي نرافقه بعد القراءة في طريق عودته إلى بيته فكان يطرح علينا أسئلة في النحو ليفيدنا ويختبرنا وقد كنا تلميذين بالفرع الزيتوني بصفاقس فكانت أسئلته تدل على سعة علمه في اللغة العربية وقواعدها ،
،،،،،يوم جاء أجله وودع دنياه انتشر خبر موته فتسابق الناس إلى بيته ،ويوم الجنازه صلى عليه خلق كثير ،وترك ولدين وأحفادا يذكرونه ويترحمون عليه ،كما تذكره صفاقس ،،
فبماذا يذكره الأصدقاء لينالوا من الله أجرا ومني الشكر وعطر التحية ؟

مواضيع ذات صلة