محمّد الحبيب  السلامي ينعى المربي  الفاضل المرحوم حموده بن المرحوم الطاهر المهيري

محمّد الحبيب السلامي ينعى المربي الفاضل المرحوم حموده بن المرحوم الطاهر المهيري

5 افريل، 18:00

السلام عليكم والله أكبر

فيم أفكر ؟،،،

كل نفس ذائقة الموت ،،،،،الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،،،،،في هذا اليوم الممطر ،في يوم الرحمة تترحم صفاقس وتودع علما من أعلام التربية والفكر والتأليف والإمامة الشيخ الزيتوني المرحوم حموده بن المرحوم الطاهر المهيري والد الأستاذ الدكتور نبيل والدكتور رفيق المهيري ،،،تودع صفاقس هذا العلم إلى الدار الباقية بعد أن قضى عمرا طويلا في الدار الفانية متعلما ومعلما ورسول فكر وثقافة،،،،فقد انضم في طفولته الأولى إلى زاوية المرحوم الحاج خليفة الطياري فحفظ القرآن وعلى يد المربي المرحوم علي الرقيق أخذ مبادئ اللغة الفرنسية فتأهل بذلك إلى الاستعداد لنيل الشهادة الابتدائية في مدرسة الهلال على يدي المربيين المرحومين عبد السلام التركي ومحمود غربال ،،،،ومنها اختار السير في طريق عمه الإمام المرحوم الشيخ محمد المهيري باش مفتي صفاقس فانخرط في التعليم الزيتوني ،وعلى أيدي شيوخ فرع صفاقس نال شهادة الأهلية التي أهلته لمواصلة الدراسة بجامع الزيتونة ،والفوز بعد ثلاث سنوات بشهادة التحصيل ،،،عاد بها إلى صفاقس ليتحمل رسالة الشرففكان معلما بالمدارس القرآنية ،،،وبعد سنوات شارك في مناظرة فتح بنجاحه فيها الباب ليكون معلما بالمدارس العربية الفرنسية ،وبعد أن قضى سنتين معلما بمدرسة سوق الخميس بولاية جندوبة عاد إلى صفاقس معلما بمدرسة نهج العدول ،ثم أهلته كفاءته ليكون مدير مدرسة شقرون بطريق الأفران ،دخلها وقاعاتها محدودة فلم يودعها إلا وقد تعددت قاعاتها وترك فيها تاريخا تربويا تعليميا لا ينسى ،،،فقد بعث بين التلاميذ مجلة ،ورباهم على صلاة الجماعة فكان يؤمهم في صلاة العصر بساحة المدرسة ،وألف لهم ولغيرهم كتبا في الفقه ،وكتبا في القصة تثري زادهم اللغوي والأدبي ،،،ولأنه من هواة الكتاب والمطالعة فقد شارك ،،،،وهو ،،،طالب في تأسيس مكتبة التلميذ الزيتونى بصفاقس وأضاف إلى خزانتها الكتاب المعروف بدائرة الشيخ مقديش ،ودعمها مع المرحومين عبد العزيز عشيش ومحمود فخفاخ ،،،، لما تقاعد تولى الإمامة في صلاة الجمعة فأقبل عليه المصلون معجبين بخطبه ،لكن السلطة لم تسترح لصدقه وصراحته فعزلته ،،،،فانخرط سنوات في نادي الشعبوني للفكر والثقافة ،ثم انخرط في نادي حافظ بلغيث ،وانضم إلى ناد مع سكان حي سكناه ينشر نور الفكر والمعارف ،،،،وفي بيته يستقبل الأصدقاء ويواصل التأليف والمطالعة إلى آخر حياته ،،،،،وقد ودع في البيت زوجة فاضلة عاش معها سنين ود ورحمة ،وودع ابنين وبنتين نهلوا من العلم ما أهلهم لخدمة وطنهم ،وبما تركه من مؤلفات ،وماتركه من أولاد صالحين بررة يودع الدنيا بنفس مطمئنة راضية وقد صدق في حقه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (يموت ابن آدم وينقطع عمله إلا من ثلاث ،،صدقة جارية ،وعلم ينتفع به ،وولد صالح يدعو له )،،،،رحم الله الصديق العزيز الذي لا أنسى ولا تنسى صفاقس وأصدقاؤه فضله وعطاءه ،رحم الله الشيخ المربي حموده المهيري وجعله ممن يقال لهم ،يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ،،،

مواضيع ذات صلة