
مخ الهدرة: أين وصلت التحقيقات في قضية التلاعب بنتائج المباريات الرياضية ؟ اسامة بن رقيقة
يبدو أن كرة القدم التونسية سائرة بثبات نحو فضيحة رياضية ستأتي على الأخضر واليابس، وسيهتز لها العالم، مثلما حدث مع الكالتشيو بولي التي وقعت في إيطاليا سنة 2006. الأحداث تبدو متسارعة ومتشابهة، ففي أقل من شهر تحدثت الأوساط الرياضية في تونس عن فضيحتين رياضيتين وقع التلاعب بنتائجها. البداية كانت مع مباراة امل جربة و جندوبة الرياضية والتى وقع فتح بحث تحقيقي فيها من قبل لجنة الاخلاقيات بالجامعة التونسية لكرة القدم . مباراة القوافل الرياضية بقفصة و الشبيبة القيراونية التي شهدت حصيلة من الأهداف لم تسجلها حتى العاب الفيديو، ثمانية اهداف بالتمام والكمال (الشوط الاول) تناوب على تسجيلها بالتساوي لا عبي الفريقين. هذه النتيجة اسالت الكثير من الحبر وتناولتها وسائل الإعلام الوطنية و العالمية بإطناب، واتفقت جميعها أن نتيجتها تتعلق بالرهان الرياضي.الجامعة التونسية لكرة القدم لم تبقى مكتوفة الأيدي وسارعت بفتح تحقيق ودعوة النيابة العمومية للتدخل كما جرت العادة. هاته الأحداث ليست الاولي التي يقع فيها الحديث عن وجود تلاعب بالنتائج الرياضية، فقد سبق لرئيس النادي الإفريقي الاسبق سليم الرياحي( سنة 2013) على نشر تسجيل صوتي للاعب الشبيبة القيروانية محمود الدريدي ولاعب النادي البنزرتي مروان الطرودي فحواها التلاعب بنتيجة المباراة، وبالرغم من مرور ثمانية أعوام على الحادثة الا ان القضية قُبرت وأصبحت من الماضي. وعديد القضايا المخفية الأخرى التي لم تخرج على السطح، خاصة في الأقسام السفلي البعيدة عن الأضواء الإعلامية، أين يكثر البيع والشراء والتلاعب بالنتائج والفريق المضيف يفوز دائما وتهديد وترهيب الحكام والفرق الزائرة. هذا غيض من فيض عما يحدث داخل رياضتنا، فما خفي أعظم بكثير، الشيئ الذي يجعل المتابع للشأن الرياضي في تونس خلال العشرية الأخيرة، له يقين قاطع على فشل الوصول إلى نتيجة تذكر، وستبقى الأبحاث (ان حدثت فعلا) يلفها الغبار والنسيان داخل أروقة الهياكل الرياضية. فالفساد استشري في كل الميادين ولم يعد بمقدور الدولة السيطرة عليه.