مرصد رقابة: منظومة الفساد تريد التخلّص من هذا الاستثناء
كتب مرصد رقابة اليوم حول رغبة منظومة الفساد القائمة وما اسمتهم عصابات النقل في التخلص من رئيسين مديرين عامين هما شهاب بن احمد ر.م.ع السكك الحديدية و انيس الملولشي ر.م.ع نقل تونس :
في ظل الاوضاع البائسة التي تشهدها أغلب المؤسسات العمومية وأزمة الحوكمة فيها، برز خلال الاسابيع القليلة الماضية الجهد الجبار الذي يقوم به كل من شهاب بن أحمد ر.م.ع السكك الحديدية وأنيس الملولشي ر.م.ع نقل تونس من أجل انفاذ القانون وانهاء السلوكيات غير القانونية والامتيازات غير المشروعة وإبعاد المتورطين في شبهات الفساد عن مواقع المسؤولية واحالتهم الى القضاء بالعشرات وتحريك ادارة التفقد في الملفات ذات الشبهة وفرض سلطة الادارة الشرعية لضمان الانضباط.
هذا الجهد الاستثنائي يلقى اعجاب ودعم الاطارات النظيفة وعموم أعوان الشركتين، عدى المتورطين في ملفات الفساد الخائفين من التتبعات والذين فقدوا امتيازاتهم غير القانونية.
تلك القلة المتنفذة من عصابات النقل تحاول اليوم استغلال الازمة الحكومية واقالة وزير النقل السابق وتكليف وزير بالنيابة لا علاقة له بالقطاع لضرب هذين المديرين وابعادهما فورا. ويقومان هذه الايام بكل أنواع الضغط وتأزيم الأوضاع الاجتماعية وتحريك النقابات والاضرابات اليومية (مثل الاضراب الذي كل صباح في حافلات ومتروات تونس) للدفع نحو اقالتهما وتعيين مسؤولين ضعيفين طيعين في مكانهما.
عصابة السرقة والتلاعب والتبوريب في السكك وعصابة سرقة المازوط والتلاعب بالصفقات والساعات الاضافية في نقل تونس تضع هذه الايام كل جهدها في ما يسمونه معركة الحسم مع بن أحمد والملولشي، ويحاولون ضرب معنويات الاطارات النظيفة والاعوان عبر الادعاء بأن اقالة المسؤولين ستتم في الايام القريبة القادمة وأن القيادة النقابية قامت باتصالات وتحصلت على ضمانات في الغرض.
مرصد_رقابة الذي يركز في عمله على كشف مواطن الخلل وسوء التصرف في المؤسسات العمومية وغيرها ولا يتردد في فضح المتورطين في شبهات الفساد، لا يتردد أيضا في دعم جهود المسؤولين الذين يحاربون الفساد ويطبقون القانون. ويدعو الوطنيين الشرفاء لدعم هؤلاء المسؤولين.
المرصد يوجه رسالة واضحة لوزير النقل بالنيابة ولرئيس الحكومة المستقيل الذي يصرف الاعمال ووزير الدولة لمكافحة الفساد: الخضوع لضغوطات لوبيات الفساد واقالة مسؤولين يقومون بواجبهم الوطني في اصلاح مؤسساتهم ستكون رسالة خاطئة جدا ومؤشرا خطيرا وضربا لمعنويات وارادة الذين يقاومون الفساد ويريدون الاصلاح.