مروان البرغوثي… أكثر من 20 سنة في سجون الاحتلال لرجل نَذَرَ حياته لفلسطين

مروان البرغوثي… أكثر من 20 سنة في سجون الاحتلال لرجل نَذَرَ حياته لفلسطين

10 جوان، 18:30

مروان البرغوثي قائد فلسطيني صامد نَذَرَ حياتَه كلّها لفلسطين.. كان في وقت من الأوقات مرشّحا لخلافة الشّهيد الرّمز ياسر عرفات رحمه الله… اعتُقل بين 1976 و1986 لفترات متقطّعة ثمّ وقع إبعاده ونفيه من الأراضي الفلسطينية إلى أن عاد إليها سنة 1994 عندما انتُخب نائبا لرئيس حركة فتح ثمّ انتُخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني سنة 1996 وساهم في عديد المشاريع التنموية والتعريف بالقضية الفلسطينية في العالم… نجا من عديد المحاولات لاغتياله منها توجيه صواريخ له ولمساعديه وفي مرّة أخرى أُرسلت سيارة ملغومة له خصّيصا… قام بدور كبير خلال الانتفاضة الشعبية الأولى سنة 1987 وزادت شعبيّته خلال الانتفاضة الشعبية الثانية في بداية الألفيّة إلى أن تمّ اعتقاله في 15 أفريل 2002 وكان أمينا عامّا لحركة فتح…

وقد قال شارون حينها إنه يتأسّف لإلقاء القبض عليه حيّا وكان يفضّل أن يكون رمادا أمّا وزير الدفاع الإسرائيلي موفاز فقد قال إنّ اعتقاله هو هديّة عيد الاستقلال وضربة قاتلة للانتفاضة… وتمّ تقديمه إلى محكمة إسرائيلية سرعان ما أصدرت في حقّه 5 أحكام بالمؤبّد بالإضافة إلى 40 عاما وهي العقوبة القصوى التي طالب بها ادّعاؤهم العام بتهمة القتل والشروع به وذلك في 6 جوان 2004 يوم عيد ميلاده وقد قال مروان حينها : “إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني ترتكبون جريمة حرب تماما مثل طياري الجيش الإسرائيلي الذين يلقون القنابل على المواطنين الفلسطينيين تماشيا مع قرارات الاحتلال” وأهمّ من ذلك أضاف البرغوثي : “إذا كان ثمن حرّيّة شعبي فقدان حرّيّتي، فأنا مستعدّ لدفع هذا الثّمن.” ومنذ ذلك اليوم وهو يقبع في سجون الاحتلال الذي أمعن في التّشفّي منه حتى إنه رفض وَضْعَهُ في قائمة المحرّرين أكثر من مرّة أشهرها في صفقة تبادل الأسرى مقابل جلعاد شاليط…

ورغم ذلك تحصّل على الدّكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية سنة 2010… والسؤال المطروح : “لو كان هذا الرجل مذنبا، كيف تكون إسرائيل الخصم والحكم في نفس الوقت ؟ ولماذا لم تحاكمه جهات محايدة ؟” هيهات هيهات، فقد قيل ذات الشّيء في المحاكمة المهزلة لرمز الأمّة الأوّل صدّام حسين المجيد رحمه الله الذي انتقمت منه أمريكا وإسرائيل وإيران واغتالته في فجر يوم عيد الأضحى على الساعة السادسة صباحا بتوقيت بغداد في إهانة سكت عنها كثير من العرب والمسلمين الخائنين لمبادئهم كالعادة…


مروان البرغوثي ضحّى بحياته وملذّاته من أجل فلسطين.. لم يكن ظاهرة صوتية مثل غيره… لم يقم بمظاهرات وتظاهرات في الشوارع وادّعاءات كاذبة وشعارات رنّانة كما يفعل البعض من السياسيين والمواطنين العرب الذين لا يضحّون ولا يدافعون ولا يهتمّون ولكنّهم فقط بحبّ فلسطين يتظاهرون وبالتهديدات الجوفاء يصرخون…

سامي النّيفر

مواضيع ذات صلة