
مرّة اخرى ..التاريخ سيّد المعلّمين …عبد الكريم قطاطة
ما يحدث في العالم من تطورات واخرها ما وقع اليوم لايران يؤكّد انّ العصر هو عصر الامريكان والصهاينة بامتياز ..وهو امر طبيعي ومنطقي للغاية ..فالفارق بيننا وبين هؤلاء يكمن في تفوقهم التكنولوجي واستغلالهم في معاركهم اينما حلّوا للعلم والعمل .. بينما نحن كعرب مثلا متفوقون فقط في عنصر الكلامولوجيا ..مع احترامي لقلّة من المقاومين وخاصة في فلسطين المحتلّة رغم امكانياتهم العسكرية المتواضعة ..
البقية نراهم منذ عقود ويمكن ان تراهم في ايّ خطبة جمعة يبتهلون للخالق بالدعوات اللهم شتت شمل الاعداء اللهم اغرق زرعهم اللهم انصرنا على القوم الكافرين وتنتهي الخطبة لتعود في الاسبوع المقبل لنفس اللوبانة ويعودون لديارهم حامدين الله وشاكرينه على ماذا ؟ نعم خالقنا قال ادعوني استجب لكم ولكنه قال ايضا ..واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة .. وقال ايضا لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بانفسهم ..نعم نحن نعيش ارذل مراحل تاريخنا العربي .. حكام منبطحون في جلّهم ..منفصلون عن شعوبهم ..
وشعوب تخوّن بعضها البعض .. وخيانات داخلية وقطعان بشرية كالعبيد ينصاعون لدعاتهم وخطابات وشعارات لن تصنع منّا يوما ابطالا … لن ننتصر لقضايانا الا بالعلم والعمل .. مقابل هذه الاوضاع الكارثية وعودة الى المعلّم الاول _ التاريخ _ تبقى بارقة امل في انّ النار اذا لم تجد ما تاكله تاكل بعضها بعضا ..وهذا ليس كلام شاعري او عاطفي او شعبوي ..لننظر الى صعلكة النظام الصهيوامريكاني وعنجهيّته تتزايد يوما بعد يوم لكن هنالك حقيقة وواقع يحكي عنه التاريخ ويقول ايّ قوّة غاشمة كلّما زادت حدّتها الا وبشّرت بنهايتها .. الامم عبر التاريخ تعيش في خطّ بياني حتمي ..كلّما كان الخطّ البياني في صعود الا وكانت نهايته قريبة .. اين فرعون ؟ اين جنكيز خان والتاتار ؟ اين هتلر ؟ واين اقوام عاد وثمود قبلهم ؟ هذا لا يعني انّنا ننتظر معجزات ..ولكن حتما ستأتي اقوام تعي الطرق الكفيلة بصنع المعجزات ودائما بمحوري العلم والعمل ..يومها سيصبح الطغاة محتوى لكتب تأرّخ ما اقترفوه من جرائم انسانية فظيعة وهي التي نعيشها اليوم .. نعم وتلك الايام نداولها بين الناس .. وقول الله حقّ والتاريخ جسّد قول الله .