مشكلتي مع كتب أميرة غنيم….الفة يوسف
مشكلتي مع كتب أميرة غنيم هي أنّ شهادتي فيها مجروحة، فأنا أحبّ البنيّة (كذلك أراها) من زمان قبل أن أتواصل معها…والقلوب بيد الله عزّ وجلّ…
وعندما قرأت لها: “نازلة دار الأكابر” صفعتني الرّواية طربا…ثمّ قرأت “الملفّ الأصفر” وسمعت روحي ما هو أبعد من الرّوائيّ وأعمق…
وأخيرا قرأت: “تراب سخون”…قرأتها منذ أسابيع…لكن لم أكتب عنها، فأنا روائيّة فاشلة وناقدة أكثر فشلا…
أنقل لكم فقط ما أحسست به، وكما اتّفق…
إنّ هذه الرّواية لا تقرأ بل تترشّف على مهل، ككوب مشروب لذيذ تتمزّق فيه روحك بين الشّوق إلى احتسائه والخوف من نفاذه…فتبقى عالقا في مجال يسمونه: المتعة…
لأميرة تصريف للّغة يجعلني أجزم بوجود شيطان للرّوائيّين أسوة بشيطان الشّعراء…وهو شيطان لا يكتفي بالإغواء وإنّما يفتح لك باب الإدمان، فتجد نفسك تقرأ الجملة وتعيد قراءتها…تقرأ الاستعارة وتكرّر النّظر فيها…وتقول:
يا الله…كم الحياة جميلة…
يمكن أن أكلّمكم عن علاقة السّرد بالتّخييل بالتّاريخ…عن بناء الشّخصيّات…عن المراوحة بين الأزمنة…هذا كلّه هامّ…ولكنّه ثانويّ جدّا أمام ولهي بجودة الكتابة…وسحر الكلام…وفتنة الصّور…فأسقط في حبائل الشّيطان وشراكه راضية مرضيّة لا أرى إلى التّوبة عن القراءة أيّ منفذ…
زيدينا كتابة عزيزتي…زيدينا…