مصطفى عطية يكتب : إلى أصدقائي الصفاقسية !

مصطفى عطية يكتب : إلى أصدقائي الصفاقسية !

29 ديسمبر 2025، 20:44

كتبت تدوينات منتقدا الإختيارات الكارثية للمدرب سامي الطرابلسي وخططه الفنية الفاشلة ضد المنتخب النيجيري، وهي حقيقة لا يختلف فيها عاقلان، نزيهان ومحايدان، فٱنهالت الإحتجاجات من أصدقائي الصفاقسية، وخاصة المنتمين منهم إلى النخبة، حتى وصل الأمر بصديق أكاديمي مثقف وغزير المعارف الفلسفية إلى وصمي بالنعرة الجهوية (هكذا)!. لست مطالبا بالتأكيد على اني لم انظر إلى مكان ولادة سامي الطرابلسي لأنقده عندما فشل، كما سبق وأن أشدت به حين نجح، فالمسألة بديهية، وتصنيف الناس من خلال مدنهم أو جهاتهم ليس من ميولاتي، لكني أرغمت نفسي على الرد لأسأل أصدقائي الصفاقسية، الذين تفاعلوا مع نقدي لسامي الطرابلسي حسب خلفيتهم الإنتمائية لمدينة صفاقس وجهتها: كيف تجدون الجرأة في ٱختزال صفاقس وجهتها في مدرب كرة قدم أمثاله بالعشرات من أصيلي المدينة والجهة؟ هل ان المدينة التي انجبت، عبر تاريخها الطويل، تلك الأجيال المتعاقبة من العلماء والمفكرين والأدباء والسياسيين والصحافيين والرياضيين ورجال الأعمال، الذين أسسوا مدارس رائدة في ٱختصاصاتهم، وأثروا الحضارات التونسية على ٱمتداد آلاف السنين، وذاع صيتهم في كامل أرجاء الكون، يمكن إختزالهم، بسهولة مريبة، في مدرب كرة قدم، معرض للنقد ككل مسؤول يتقاضى أجرته من اموال دافعي الضرائب؟؟؟ يا أصدقائي، إنكم، بهذا الصنيع، تسيؤون لصفاقس وأبنائها الأفذاذ، وتشوهون عن قصد، أو بدونه، مدينة كبرى وتاريخا زاخرا وإضافات عظيمة لهذا الوطن، فسامي الطرابلسي، كما غيره من المواطنين التونسيين، معرض للنقد بحكم مسؤوليته القومية وليس بحكم إنتمائه الجهوي.
يا الهادي شاكر، ويا زهير العيادي، ويا محمد الشرفي، ويا مصطفى الفارسي، ويا محمد الجموسي، ويا حمادي العقربي… عودوا، فبعضهم يسيؤون لمدينتكم وإرثكم وإرث أسلافكم.
كلنا ابناء تونس، ولا فرق بيننا إلا بما يقدمه كل واحد منا للوطن، فإن أصاب أثنينا عليه وإن أخطأ إنتقدناه.

مواضيع ذات صلة