معدّلات مضخّمة تفوق العشرين أحيانا… بقلم سامي النيفر

معدّلات مضخّمة تفوق العشرين أحيانا… بقلم سامي النيفر

24 جويلية، 18:30

تساؤلات عديدة حول المعدلات المضخّمة التي نسمع عنها كل سنة و التي تذكرنا بنسبة 99% في الانتخابات بل لقد تجاوزنا ذلك ووصلنا إلى معدلات تفوق العشرين و هذا لا يستقيم في علم الرياضيات و لا في علم المنطق وهي مغالطة كبرى نقوم بها نحو تلاميذنا النجباء إذ يبقى هناك دائما هامش لتحسين الأداء فعندما نسند 20/20 في الفلسفة معناها أن هناك من وصل للحقيقة كاملة رغم أن الحقيقة تبقى نسبية و لها أوجه متعددة بالإضافة إلى أخطاء في اللغة العربية يقوم بها المترشح و لو أنجز الاختبار أساتذة و متفقدون لما تحصلوا على العشرين لأن وجهات النظر مختلفة حتى المربّي الذي أعدّ الامتحان لا يسند له غيره العدد الكامل و كذلك بقية المواد الأدبية فماهي الأعداد التي سنسندها للشابي و المعرّي و طه حسين و غيرهم من الأدباء و العلماء الذين نختلف في شأنهم رغم صيتهم العالي ؟ و لو أتينا ببطل العالم في كمال الأجسام فربما لن يحصل على 20 في الرياضة… إننا نخدع تلاميذنا المتفوقين بهذه الأعداد المضخّمة نسبيا و التي قد تكون وراءها غايات ضيقة و تخفي جوانب نقص موجودة عند كل إنسان  ثم تقع صدمة عند كثير من تلاميذنا اللامعين حين يتوجهون إلى مدارس تحضيرية للتعليم العالي في أوروبا و كندا و غيرها نظرا لضعف مستوى تعليمنا و ذلك ليس ذنبهم فتلميذ العلوم يجهل معلومات بسيطة في التاريخ و الجغرافيا و علم الاجتماع و السياسة و اللغات كالفرنسية و الانقليزية و الثقافة العامة التي توليها البلدان المتقدمة أهمية أكثر منا… فعلينا مراجعة نظامنا التعليمي الذي يشكو من ضعف المناهج التربوية و انهيار البنية التحتية و قلة النوادي الثقافية و تلميذ التخصص الذي لا يقرأ كثيرا من الكتب و ليست له ثقافة شاملة في الحياة خارج تخصصه و غياب ثقافة العمل و الاجتهاد و حضور ثقافة الأعداد الآنية و احتساب أعداد دون ضارب في المواد الاختيارية و الانتباه إلى نسبة النجاح المنخفضة 27% التي تعني الكثير و علينا ألا نتلاعب بعواطف تلاميذنا و نخبتنا التي قد تصاب بالتراخي عند تضخيم معدلاتها فنخدعهم و نجني عليهم.

مواضيع ذات صلة