مع كل كارثة يغيرون العربة بدل تغيير الحصان…راسم العموري
في قديم الزمان.. كانت هناك امارة تنعم بالامان…الا ان شعبها ذاق ذرعا من بطش السلطان.. الذي كان يصب جام غضبه على من ينتقده و لو برفع البنان.. فثار عليه شعبه و ماعاد لجبروته مكان.. ففر الى دولة عرفت باستقبال كل من يتماشى مع سياستها القمعية بربرا كانو، فرسا او رومان، و ظن شعبه ان وقت العز و الكرامة قد حان ، و ان حريتهم التي دفع عليها مناضلوه حياتهم قد اصبحت متاحة بالمجان…و بينما هم في غمرة السعادة و النشوان… هل عليهم شيخ و بعض زمرته راكبين الفرسان… و منو الشعب المسكين بالذهب و الزمرد و المرجان… ان كان ذلك في دنيتهم او حتى عند الله في الجنان… فعم التكبير و التهليل كامل أرجاء الامارة عرشا و بنيان…فدعت الجوامع و الكتاب لانتخاب شيخ الفرسان …فمن انتخب غيرهم فهو كافر ومن انتخبهم له حسنات مضاعفة في الميزان… وقام البعض الأخر بألإدعأء إن مقام دينهم قد هان…وإن إنتخاب هاته الشرذمة هو السبيل الوحيد للحفاظ على أسمى الأديان .. و تناسوا إن الإسلام هو من يحميهم وحاشى الإسلام أن ينتظر الحماية من رهبان …فجاءت يوم الحسم والإنتخاب وفاز الشيخ وزمرته بفضل ما وفرته لهم الجوامع من خزان … وما لبثو إن تمكنوا من السلطة حتى تحالفوا مع ازلام النظام السابق الجبان ..فهم البعض بإنتقاد الشيخ السكباًن .. لكن زمرته ومن معهم كفروهم وسبوهم بكل كلمة قبيحة تخرج من اللسان.. ويحكم ! إن شيخنا هو ملاك في هيئة إنسان ، ومن شدة طيبته جازى السيئة بالإحسان.. وما إن إستفاق الشعب من الصفعة الأولى حتى إستيقظ على فعل لا يقوم به إلا المنافق الرهدان …فقد سنو قانونا يسمح لهم بإستغلال أموال الدولة إن كانت دولارا، سنة أو يان..بذريعة أنهم ضحوا في السابق من أجل أغلى الأوطان … والحال أنهم طمعوا في السلطة وموقع الربان ..غير ابهين بدولتهم وما فيها من سكان …ومرت السنين .. وهم في موقعهم قابعين كالجرذان …والشعب يغلي على فوهة بركان … لكن ما من مشكل مادام هناك من اصابه حقده الاديولوجي بافة الغباء والنسيان .. و يعيدون انتخابهم كلما كان الأوان .. حتى إن تحالفوا مع من لثورتهم خان .. فهم ليسوا سوى بيادق فكرهم جامد لا يتغير مهما إختلف الزمان… ومرت من السنين ثمان .. وأصبح حال المواطنين و البؤس سيان .. وبينما هم يتقاسمون ما تبقى من الغنيمة بالأطنان.. حتى خرجت فضيحة مشاركتهم في جرائم قتل وإغتيال للعيان .. فجروا الشعب إلى التقاتل على ثرواته الطبيعية شيوخا ، نساء وشبان..فقامت كل ايالة بمنع ما منه الله عليها من خيره على بقية الإيالات من خضر وفاكهة وقمح ورمان..فتحولت طموحات الشعب و احلامه إلى دخان .. و تم وضع الفضيحة بدل القاتل وراء القضبان …و هو مأل كل قضية أو صوت سينادي بألحق مدام القاتل هو نفسه السجان… و زاد الوضع سوءا و الشعب اقتتالا دون مبالاة الربان… فهو منهمك في قصره الفخم مستمتعا بخرير دماء شعبه الرنان… الذي تقوم شريحة منه بانتخابه كل مرة متوهمين انه سيقودهم للجنة من باب الريان.. و سيبقى الشعب ضحية اقلية مع كل كارثة يغيرون العربة بدل تغيير الحصان