مع كل مغادر ترحل أشياء…

السيد رئيس الحكومة الاسبق اعتقد انك نسيت ان تأخذ معك شيئا مهما قبل الرحيل
رجاء …لقد نسيت بلحسن بن عمر مستشارك المكلف بمتابعة الفساد او بالاصح الفٌسّاد …نسيت الرجل الذي اتهمته سامية عبّو بكونه يغرق في الفساد بابتزازه لرجال الاعمال …هو الرجل الذي نجده اليوم من باب المصادفة السياسية او التنافق السياسي جنبا الى جنب مع قائد حزب النزاهة السيد محمد عبّو
محمد عبّو الذي سارع الى ارسال هيئة الرقابة الى وزير الصناعة من اجل مكالمة هاتفية في صفقة الكمامات و الحال ان الاتهام الموجه من النائبة سامية يطال رجلا لا يبعد مكتبه امتارا عن مكتب السيد عبّو
دعونا من كلام عبّو و لنتحدث في آليات العمل السياسي الفاسد ..فالفساد ليس اشخاصا بقدر ماهو جملة من الآليات يكفي التصدي لها حتى نقطع دابره
نقابة للوزراء …يبدو الامر معها مضحكا …و لما لا ندافع عنهم في ظل خرق مبدأ المساواة في النقد و التقريع والتجريج ؟ و لما نلقى بكل اللوم عليهم لوحدهم ؟ ألانهم معروفون مشهورن يعملون في العلن ؟
بكل تأكيد تعرفون ان كل حكومة تعرض لنيل الثقة من طرف البرلمان و بكل تاكيد انكم تعرفون ان البرلمان فيه وحوش ضارية لا تترك وزيرا الا و تكيل له ما تكيل في امتحان يسمى امتحان القوة والصلابة
وجوه واجمة واخرى محمرّة و اخرى غاضبة جرّاء كلمة قيلت من احد النواب ينال بعدها الثقة …تلك هي السياسية في تونس
ثم تمرّ الحكومة …
ولكن هل تعلمون ان هنالك خططا في الدولة تمنح لبعض الاشخاص رتبة وزير بكل امتيازاته في الخفاء ؟ لانها لا تعرض على البرلمان ؟
المستشار المكلف بخلية الفساد له امتيازات وزير ولكنه لا يطرح لنيل الثقة على البرلمان
المستشار المكلف بمكافحة الفساد والذي اثار كثيرا من الجدل الى الحد الذي اضطر معه بعض نواب البرلمان للخروج الى الشعب في ندوة صحفية يعمل الان جنبا الى جنب مع عضو حزب التيار الديمقراطي الذي قرر في السابق ان بعض اعضاء حكومة الشاهد فاسدون و قام بذكرهم بالاسم في ندوة ضحفية وعلى امواج الاثير …
قمة الايمان ان تقبل تلك الوضعية فالاضداد تتقابل ولكل منها حدّ لا يتجاوزه و لا يبغي على ما وراءه و قد قال رب العزة في كتابه بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : باسم الله الرحمان الرحيم
” وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ” صدق الله العظيم الاية 53 سورة الفرقان
عبو في مكانه لا يتجاوز و بلحسن في مكانه لا يتجاوز ما نحن الا عابرون مسافرون مشاهدون و لكن في النهاية شهود على البرزخ.

نزار