من  وحي  حادثة  السيجومي : الكرامة أوّلا  الكرامة دائما …إبراهيم بن صالح

من وحي حادثة السيجومي : الكرامة أوّلا الكرامة دائما …إبراهيم بن صالح

11 جوان، 21:08

كتب المربي الفاضل والحقوقي عضو الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان ابراهيم بن صالح وأحد مؤسسي تنسيقية البيئة والتنمية بصفاقس :الكرامة أوّلا ، الكرامة دائمامن وحي حادثة السيجوميـــ أمنيّون يجرّدون طفلا من ملابسه وينتهكون حرمته الجسدية، رئيس بلدية يجيّش عمّال نظافة ضدّ صحفيين في وسيلة إعلامية ، ” شخصيّات سياسية ” يتهجّمون على رئيس الجمهورية ، محام يتطاول على وكيل جمهورية ، جميع هؤلاء وأشباههم كثيرون يزعمون أنّهم جاؤوا ليحققوا الكرامة البشرية وهم لا يعرفون أنّهم بصنيعهم المشين هذا يعتبرون أوّل من يدوس الكرامة البشرية لأنّهم يجهلون أنّ الكرامة الإنسانية مبدأ إنساني غير قابل للنقاش أو التفاوض ، وأنّ الكرامة هي القيمة الإنسانية غير القابلة للاختزال أو التقسيط ، وأنّ الكرامة هي الشعور بالانتماء إلى الإنسانية La dignité est le sentiment d’appartenance à l’humanité ، بما هي ” سيادة على النفس ” مطلقة ومعصومة وغير قابلة للقسمة أو التنازل La souveraineté de l’être humain est absolue- infaillible – indivisible- inaliénableــ هؤلاء يجهلون أنّ الكرامة قيمة لصيقة بالإنسان بحيث لا يُعرّف إلا بها ولذلك اعتُبرت قيمة كونية تتقاسمها كلّ الذوات البشرية بالتساوي فيما بينهم من دون أيّ شرط كالعمر أو الجنس أو الدين أو اللون أو الوضع الصحي أو الاجتماعي ،هؤلاء يجهلون أنّ الكرامة هي احترام الإنسان فقط لأنه إنسان ،لا نيابة لأحد فيها على أحد ولا وكالة لأحد فيها على أحد لأنّ كلّ فرد هو سيّد نفسه وأنّ ( الفرد لا يشبه إلاّ نفسه ) هؤلاء غافلون عمّا جاء متأكّدا في البند الأوّل للإعلان العالمي لحقوق الإنسان إذ يقول : ” يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة ” فجاءت هذه القيمة مقدّمة على جميع الحقوق الواردة في بقية البنود ، لأنّ هؤلاء جميعا جهّال بهذه القيمة الإنسانية العليا ( ليس الإنسان ملزما بطاعة شخص أو سلطة لا تفي بحقوقه ولا تحترم كرامته ) على حدّ قول (روسو).

مواضيع ذات صلة