موضوع أطلانطس، الوهم قد يكون مرضا لكنه ليس جرما: فتحي الجموسي

موضوع أطلانطس، الوهم قد يكون مرضا لكنه ليس جرما: فتحي الجموسي

17 مارس، 21:22

النفس البشرية بطبيعتها هشة ولا أحد منا ذكرا كان أو انثى لم يذق طوال حياته لذة أحلام اليقظة التي تساعده على تطويع الواقع على هواه، وتكييف شروطه وقوانينه ورياحه لتجري كما يشتهي هو، وتزداد هته الاحلام والأوهام كلما زادت المرارات والخيبات والهزائم كما يفسر ذلك عالم النفس سيڨموند فرويد.
و تُعتبر أحلام اليقظة إحدى الظواهر النفسيّة التي من الممكن أن يُمارسها الإنسان ضمن الحدود المعقولة وغير المبالغ فيها، أي أنها عبارة عن عملية نفسيّة تسمح للفرد بأن يعيش أفكاره أو شهواته البعيدة والتي من الصعب أن تتحقق.
من منا لم يتخيل نفسه وهو صغيرا أن لديه قوة بروسلي بعد مشاهدة أفلامه؟ ومن الفتيات لم تتخيل نفسها في جمال ورقة ساندرالا بعد مشاهدتها على التلفزيون؟
الكثير منا يعلو صوته على صوت الفنان وهو يغني موهما نفسه بان لديه صوتا يماثل صوت أم كلثوم او عبد الحليم والكثير منا من شدة قبحه الخلقي يتخيل نفسه أجمل من أجمل مشاهير العالم.
كثيراً ما نلجأ لأحلام اليقظة كطريقة للهروب من أعباء الحياة اليومية ومن محطات الفشل، ونبدأ في حياكة عالم خيالي تجري فيه الأمور كما نشتهي دون أي منغصات. ولكن إذا لم نتوخ الحذر، فقد يبدأ العالم الخيالي في السيطرة على واقعنا بالكامل.
يمكن أن توفر أحلام اليقظة طريقة سريعة للابتعاد عن الواقع والشعور بقليل من الترويح عن النفس، لكنها في الوقت نفسه قد تسلب منك حياتك إذا فقدت السيطرة عليها.
وقد يقضي المصاب بحالة مفرطة من أحلام اليقظة حياته وهو غير قادر على التكيف مع الشرود الذهني والخيالات، وهي حالة قد تؤثر على حياته الأكاديمية والعملية والخاصة.
فقد تتحول هته الاوهام وهته الأحلام إلى شبه حقيقة لتحقيق ما نعجز عن تحقيقه فعلا في حياتنا مثل النجاح في الدراسة و النجاح في ربط علاقة عاطفية بل قد تتضخم أكثر فأكثر وتتحول من احساس فردي وذاتي الى احاسيس و احلام مشتركة وبيننا وبين مجموعة كبيرة من الناس تعاني نفس العقد او نفس الهشاشة النفسية في عالم افتراضي بحت لا يمت للواقع باي صلة.
العديد من المجموعات تشكلت اليوم في عالم افتراضي تسند لأنفسها جوائز و نياشين و شهادات علمية ودراسية من مؤسسات وهمية افتراضية حتى تعوض لبعضها البعض عما عجزت عن اكتسابه في حياتها الحقيقية.
والعديد من هته المجموعات تناضل من أجل هدف أو فكرة خيالية لا وجود لها الا في مخيلاتهم أو مخيلة الاساطير القديمة مثل اسطورة ما يسمى مملكة اطلانطيس.
فأطلانطس هو اسم لكيان وهمى قام ببعثه بعض الاشخاص فى العالم الافتراضي واخذوا التسمية من جزيرة تحدث عنها افلاطون فى كتابه المدينة الفاضلة تدعى اطلانطيس وهي في الحقيقة خرافة لانها حسب من يعتقد فيها توجد فى قاع المحيط الاطلسي امام اعمدة هرقل …
والنائبة سوسن مبروك كانت ضمن مجموعة افتراضية تضم عشرات الآلاف ممن اسندت لنفسها شهادة دكتوراه افتراضية من جامعة افتراضية واسند لها رفاقها منصب وزيرة افتراضية مع جواز سفر افتراضي في دولة افتراضية لا وجود لها في الحقيقة ولن تتواجد أبدا.
قد تكون هته النائبة غير صالحة لمنصب نائب رئيس مجلس نواب الشعب لانها تعاني من تضخم احلام يقضتها و تضخم الأوهام التي حبست نفسها في دائرتها لكنه من التجني نعتها بمجرمة، فالحلم والاوهام المفرطة والتي لم تقترن بافعال اجرامية مثل التحيل على الناس والاحتجاج بالشهائد الافتراضية للحصول على منصب ما ليسا جرما ولا يوجد قانون وضعي أو سماوي يجرم ذلك.

مواضيع ذات صلة