![نبض مهاجر ..نوبل للكيمياء.. دعونا نحتفل ونفتخر بقلم سليم مصطفى بودبوس](https://journalistesfaxien.tn/wp-content/uploads/2022/11/سليم-بودبوس.jpg)
نبض مهاجر ..نوبل للكيمياء.. دعونا نحتفل ونفتخر بقلم سليم مصطفى بودبوس
إثرفوز الكيميائي التونسي/الأمريكي المنجي باوندي، 62 عاماً، والأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)،وأحد أبرز رواد الأبحاث حول النقاط الكمومية في العالم، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 مناصفة مع الأمريكي لويس بروس والروسي أليكسي إكيموف، تتابعت مناشير الفرح على صفحات التواصل الاجتماعي، وهاجت مشاعر الفخر والانتشاء بين التونسيين.
ولكن، وكعادتنا، لابد من بعض المنغّصات؛ إذْ من عادة البعض وللأسف أن يفسدوا علينا أفراحنا، وأن يرموا هذا الإنجاز أو ذاك بالنقصانوالتشكيك أحيانا. وهذا ما حصل مع الاعتراف العالمي العلمي الأخير؛فقد تعالت بعض الأبواق من هنا وهناك لتطعن في “تونسيّة” الباحث الدكتور المنجي الباوندي…
وحيث لست أنا ولا أنت، أيها المشكك، بالقاطعين جزما في امتلاك الباحث لجواز سفر تونسي من عدمه، فإنّ العالِمَ منجي باوندي المتوّج مؤخرا بجائزة نوبل للكيمياء من أصول تونسية، ولد عام 1961 في العاصمة الفرنسية باريس، وقضى طفولته في فرنسا وتونس قبل أن يقرّر والده الهجرة إلى الولايات المتحدة،ليحصل هناك على الجنسية الأمريكية.إنّه ابن أستاذ الرياضيات محمد صلاح باوندي، الذي كان من بين الأساتذة التونسيين الأوائل في كلية العلوم بتونس، وعليه فإنّ أصوله تونسية، جيناته تونسية… كيمياء جينات منجي الباوندي تونسية المنشأ والمبتدأ…
فياأيّها المنغّص علينا فرحتنا، جائزة نوبل في الكيمياء 2023 تونسية بالرغم من تشكيكك، ويحقّ لكلّتونسي أن يرفع رأسه عاليا… إنها تونس.. وإنهم أبناء تونس في الخارج، مهما حملوا من جنسيات أجنبية، وعلمهم الذي وُلِد من جينات هذه الأرضها هو يُشعّ في كل العالم.
وعوض أن يناقش الفايسبوكيون بمختلف طبقاتهم أسبابمغادرة العلماء أوطانهم،ولماذا يضطرون إلى الاستقرار في بلدان أخرى من العالم، ولماذا لا يجدون الأرضية المناسبة لتطوير بحوثهم في تونس، ولماذا لا يجدون التقدير والاعتراف في وطنهم…. عوض أن يطرحوا ويناقشوا بعمق هذه الأسئلة، تجدهم يشككون في وطنية هذا وإخلاص ذاك من أبناء التونسين بالخارج، وكأنهم موكولون بتوزيع صكوك الوطنية والوفاء لتونس.
إنّ أبناء تونس في الداخل والخارج يد واحدة لإعادة بناء هذا الوطن وترميم ما تداعى من بنيان مرصوص فيه ليبقى الجسد التونسي واحدا موحدا لا تقسمه المناطقية الجغرافية ولا الخطابات السياسوية الجوفاء ولا الحسد الكامن في قلوب “البعض”.. ولكن ما أكثرهم!