نجيبة المعالج دربال تكتب لكم عن العيد السعيد
تمر الأيام بسرعة البرق ونحن نودع ضيفنا رمضان الكريم هو يعود ونحن قد لا نكون في استقباله لكننا سنفرح بالعيد رغم التعب والعناء وكل عام ونحن بالف الف خير شكري وتقديري لكل الأوفياء لهذا الموقع شكرا لكل من اهتم وتابع منشوراتنا طيلة الشهر الكريم.
نودع رمضان… ونستقبل العيد السعيد. كل عام وعيدكم مبارك سعيد. قال صلّى الله عليه وسلّم : “إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا” رواه البخاري. قال عليه الصلاة والسّلام: “إذا كان صبيحة الفطر نادى مناد : اُعْدُوا إلى جوائزكم” رواه الطبراني. يوم العيد وبعد اكتمال شهر الصيام يحل على الأمّة الإسلامية يوم العيد، هو عيد الفطر الّذي يأتي أول يوم بعد رمضان ويفرح فيه المُسلم الصائم فرحتين: فرحة القيام بواجب الطاعة لله عزّ وجلّ، وفرحة الفوز بجائزة الله له على هذه الطاعة.. وهي جائزة تفوق كل تثمين وتقدير، يحدثنا عنها جابر الجعفي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا: اغدوا يا معشر المُسلمين إلى ربّ كريم يمنُّ بالخير ثم يثيب عليه الجزيل فقد أُمرتم بقيام اللّيل فقمتم، وأُمرتم بصيام النّهار فصمتم وأطعتم ربّكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلّوا نادى مناد : ألا إن ربّكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهذا يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة.” رواه الطبراني
والمعلوم أنه يحرم الصوم يومي عيد الفطر وعيد الأضحى. وعيد الفطر المبارك يقال له أيضا (يوم الرحمة) لأن الله سبحانه وتعالى يرحم فيه عباده، ويرحمُ المؤمنون بعضُهم بعضا، القويّ فيهم يرحم الضعيف، والغنيّ فيهم يرحم الفقير والكبير فيهم يرحم الصغير، وإذا بنا في ظلال هذه الساعات المباركة نتقلب بين رحمتين: رحمة الله في السماء ورحمة المجتمع المؤمن في الأرض فتصحو قلوبنا على صوت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى» أخرجه البخاري ومسلم. ويقول صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمن للمؤمن كالبُنيان المرصوص يشد بعضُه بعضا» متفق عليه. وإذا كان شهر رمضان المبارك هو شهر التعبئة والتجنيد فيوم العيد هو يوم الانطلاق إلى ميدان الجهاد بالكلمة المؤمنة والسلوك الحميد. وإذا كان شهر رمضان المُبارك هو شهر إعداد الإنسان وتربيته على معاني الحق والخير والعدل فيوم العيد هو يوم تتويج هذا الإنسان بتاج المسؤولية، وإذا كان شهر رمضان المبارك هو شهر الغرسات الطيّبة المؤمنة فيوم العيد هو يوم الحصاد الذي نقف عنده لنَجْنِي مكاسب الصوم. وهكذا نفهم قيمة العيد ورسالته مع التأكيد على مضمونه الديني الذي زرعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما استطاع أن يصحح مفهومه من عقلية الإنسان الجاهلي. العيد فرصة ذهبية لنترجم فيها تعاليم ديننا على فعل الخير والبر والإحسان في أجواء المحبة والصفاء، حتى تبقى الرّحمة فينا من العلامات المميّزة لهذا اليوم الرحيم.
ففي فجر الدعوة الإسلامية، استطاع النبيّ القائد بهذه الرحمة أن يحوّل جدب الصحراء وجفاف الصحراء إلى جنة عامرة بالخير وإلى دوحة عامرة بالحياة والعطاء. وبهذه الرحمة انطلقت حضارة الإسلام لتبلغ أقصى الدنيا من شواطئ المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي ومن شواطئ البحر المتوسط حتى قلوب إفريقيا. ويومَ العيد يُستحب الغسل والتطيّب ولبس أجمل الثياب. وعن الحسن السبط رضي الله عنه قال: “أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد وأن نتطيّب بأجود ما نجد وأن نضحي بأثمن ما نجد” ورد في المستدرك. ومن السنة أكل تمرات وترا قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر. وصلاة العيدين هي سنة مؤكدة، وواظب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عليها وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا إليها، وتأخير الأكل في عيد الأضحى حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية. وعن بريدة رضي الله عنه قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم «لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع» رواه الترمذي.
نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا الصيام والقيام والصلاة بالأجر المضاعف وأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة من باب الرّيّان وأن يديم لنا الأعياد السعيدة دهورا وأزمانا وأن يلبسنا من تقواه سعادة ونورًا وفرحا وحبورًا.
عيدنا مبارك إن شاء الله تعالى، تقبلوا اْعطر التهاني ، و أجمل تحيات نجيبة المعالج دربال