نجيبة معالج دربال تكتب لكم عن “بر الوالدين”.
المؤمنون في هذا الشهر المبارك الفضيل شهر رمضان يتنافسون على طاعة الله عز وجل. ومن القربات التي شرعها الله في هذا الموسم العظيم وتظل زادا للمؤمن طيلة السنة هي بر الوالدين.
عن أبي عبد الرحمان بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أيّ العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: « الصلاة في وقتها ». قلت : ثمّ أي؟ قال : « برّ الوالدين » متفق عليه .
وقال صلّى الله عليه وسلّم : « برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم» رواه الحاكم في المستدرك وضعفه غير واحد . وقال صلّى الله عليه وسلّم : « من سره أن يمد الله في عمره ويزيد له في رزقه فليبر والديه ويصل رحمه » رواه احمد في مسنده .
فبرّ الوالدين يطيل العمر ويُوسع الرزق ومن الأعمال الصالحة الّتي ينبغي للمؤمنين الإكثار منها خاصة في رمضان برّ الأهل وصلة الرّحم، والبرّ يكون بمعنى حسن الصّحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة واللّطف والصلة، وهو اسم جامع لكل خير.
وأعظم برّ هو برّ الوالدين لأنهما السبب في وجود أبنائهما يبذلان كثيرا من التعب لأجل راحتهم، ولا يدّخران وسْعا في سبيل تربيتهم وإسعادهم.
وقد أوصى مولانا الإنسان بوالديه إحسانًا، حتى يكون في حياته من الموفّقين وفي آخرته من الناجحين ويحشر يوم الحساب تحت ظل عرش ربّه من الصالحين، وندّدَ سُبحانه بالإنسان العاق بوالديه، والولد البارّ بوالديه يحوز رضا الله وتوفيقه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه جاء رجل إلى الرّسول فقال له : « يا رسول الله من أحق الناس بصحابتي » . قال: ( أمّك، ثمّ أمّك، ثمّ أمّك ثم أبوك) رواه البخاري بصيغة اخرى .. وعن أبي أسيْد الساعدي قال : (بينما نحن جلوس عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول ا لله هل بَقِي عليّ من برّ أبَويَّ شيء أبرّهما به بعد موتهما ؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، والإيفاء بعهودهما من بعد موتهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) سنن ابو داود .
نسأل الله الهداية والرضا والتوفيق وما رضاء الله إلا برضاء الوالدين ، واللّهم ارحم والدينا واغفر لهم وارض عنهم رضا تحل به جوامع رضوانك وتحلّهم به دار كرامتك وأمانك ومواطن عفوك وغفرانك وأدر به عليهم لطائف بركاتك وإحسانك آمين يا ربّ العالمين. اللّهم إنا نسألك عملا بارا ورزقا دارًّا وعيشا قارّا، واقذف في قلوبنا رجاءك، واقطع رجاءنا عن سِواك حتى لا نرجو أحدا غيرك. اللهم أعنا على ما ضعفت عنه قوتنا ولم تنته إليه رغبتنا، وخصّنا بما لم تبلغه مسألتنا وأعطنا مما أعطيت للأولين والآخرين من الجهد ذا اليقين، ووفقنا فيما نقول ونعمل ونبدي ونعيد إنّك سميع مُجيب.
اللهم ارفع عنا البلاء و الوباء يا صاحب الرجاء واحمِنا واحمِ بلادنا وسائر بلاد المسلمين.
مع اْجمل تحيات : نجيبة المعالج دربال .