نحن جيل  كنّا ننام بمُجرّد انطفاء المصابيح بالغرفة…. بقلم أبو فارس

نحن جيل كنّا ننام بمُجرّد انطفاء المصابيح بالغرفة…. بقلم أبو فارس

10 جوان، 20:40

إهداء لكل من عاش اللحظات الجميلة، وتمنياتي الصادقة لكل من ربانا وعلمنا بطول العمر وبالرحمة والمغفرة لمن وافاه الاجل مع املي ان يأخذ الجيل الجديد بالمواعظ العظيمة والحدود التي تعلمنا منها العلم والعمل والاحترام والحياء والصدق والوفاء وصلة الارحام وفعل الخير بجميع انواعه الذي كان مبدءا وجميع اعمال الشر كان استثناءً وفهمنا الدين الوسطي الصحيح، وسنبقى بحول الله دائما مميزين من أكثر الناس فهمًا للحياة وهذه هي تربيتنا فكنا أطفالا تميزنا بالمتعة التي لم يحظ بها أطفال الأجيال الذين سبقونا فمن العابنا الغميضة والبرتيتة والزربوط والبوتشي وتربية الكنالو والقورديل وصيد العصافير بالشبكة والمنداف والدربوك وجمع الطوابع البريدية وغيرها وصنعنا العابنا بأيدينا….

نحن جيل لم ينهر نفسيا من عصا المعلم، ولم نتأزم عاطفيا من ظروفنا العائلية القاسية، ولم نطالب أهلنا بأن يوفروا لنا الكماليات، ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا وابائنا واهلنا. نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة، ولم نَشْكُ من كثرة المقررات الدراسية، ولا من حجم الحقائب المدرسية، ولا من كثرة الواجبات المنزلية. نحن جيل لم يكتب لنا والدانا واجباتنا المدرسية، وكنا ننجح بلا دروس خصوصية، وبلا وعود وحوافز من الأهل للتفوق والنجاح. نحن جيل اجتهد في المطالعة، ونُحيّي رجال الشرطة بهيبة ونفسح المجال للسائح ونحترم كبيرنا ونسلم على الجميع. نحن الجيل الذين كان لوالدينا ولمعلمينا هيبة، وكنا نحترم سابع جار ونتقاسم مع الصديق اللقمة والأسرار ونحافظ على بناتنا وخاصة الاجوار. نحن جيل كنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان، ولم نخش من المجرمين واللصوص وقطاع الطرق. نحن جيل كنا ننام بمجرد انطفاء المصابيح بالغرفة.

يتبع

أبو فارس

مواضيع ذات صلة