فرّك الرمّانة : حان الوقت لتثبيت عشق فلسطين في الجينات…بقلم  سلوى بن  رحومة

فرّك الرمّانة : حان الوقت لتثبيت عشق فلسطين في الجينات…بقلم سلوى بن رحومة

19 سبتمبر، 18:30

في السنوات الكثيرة الماضية تحولنا الى اطفال نبحث عن السهولة . نميل للامتثال لهوى النفسفي انجذاب تام الى عالم الصورة بما صُنع لنا بها من تطبيقات .
حتى انياقتنعتبان الانسان يظل طفلا يحتفظ بنفس ميولاته في كل مراحله العمرية.عليك فقط احترامطريقة تقديم المادة بما يتوافق مع المرحلة العمرية لترى التعلق بما ينفع وما يضر. و كان العالم المصنع كلما تاكد من صحة هذه القاعدة اوجد لنا المزيد من التطبيقات لنكون مع الاطفال بنفس اللهفة والتعلق .
هذا الانجذاب الحاد لهذه التطبيقات يستغلهالمنشغلونبالتسويق تاركين منصاتهم التقليدية الى مصير ثانوي باعتبار هذا المستهلك اصبح لصيقا لجهاز يملكه وينتقل معه يؤثر فيه متعلما كان او هامشيا .
ومن هنا تداخلت مهام التاثير و لم تبق حكرا على المحترفين في ميدان الخدمات و التصنيع .حيث صارت هذه التطبيقات منطقة متاحة لكل من له باع في التاثير هؤلاء الذين صاروا يحكمونه بالاسم او الكنية وصاروا ملوكا لهذه التطبيقات دون دراسة اكادمية للتسويق او التمثيل او غيره من المهارات او المهن . كثير منهم صاروا كذلك دون تخطيط مسبق .حيث كان اختلافهم الصارخ او خروجهم عن المالوف او ذروة وقاحتهم مفتاحهم الفاتح لهذا المنصب الاجتماعي حتى صاروا من المشاهير .
وانقلبت الاية فصارت التلفزة تسحب من رصيد هذه المنصات لتسترجع بعض جمهورها وتحافظ على وجودها الاعلامي. حيث تزاحمت بعض المحطات الاعلامية على دعوة هؤلاء المنفلتين الفاتحين في فترة ذروة اشعاعهم محاولة بذلك كسب عدد مهول من المشاهدة معه يمكن ان تستعيد مجدها على خارطة النسب العالية . دن مراعاة الاهداف الحقيقية و الجدية للاعلام . انهار غطاؤ بعض هذه القنوات فكان همها فقط نسب المشاهدة وحصاد محاصيل الاشهار . مع هذه الفوضى العالمية عرفت ان سوق المبادىء صارت بورصة يمكن ان نبيع فيها كل الاسهم اذا وجدنا سعرا محترما.
بورصة تضرر معها مجتمع باسره ولازالت تهدد سلامته الفكرية و النفسية تسمح بتفشي عديد الامراض الاجتماعية و الاوبئة الهادمة لركائزه . وامام خطورة ماهو واقع اليوم وما سوف ظهر في سنوات قادمة من جراء هذا الاستهتار الاعلامي، اعتقد ان الاطار القانوني يصبح الوحيد القادر على الردع و التوجيه الى المشاركة في رسم الخارطة و الوجهة المجتمعية التونسية.
و صار لابد من حملات ردع واسعة مضادةللحملات الممنهجة التي تستهدف كيان العربي المسلم وركائزه . فالحملات البطيئة الممنهجةلادلجة مسالة الشذوذ الجنسي او التطبيع مع الكيان الصهيوني ليست ظواهر عابرة وانتقال عدوى التطبيع مثلا من صفوف الفنانين الى صفوف المثقفبن بعد سنوات يؤكد انها مخطط دولي وليس مجرد ارتجالات فردية لذلك كان لزاما على الاعلام العمومي من خلال المنصات و مؤسسات الاعلام ان يُعدل كفة الميل و يرجح ويتبث بصوت أعلى المواقف.
اتذكر ان القنوات السورية الوطنية بقيت لسنوات بداية الالفين مخصصة للتسويق للقضية الفلسطينية في ثلثي برامجها حتى اني كنت احيانا اقول انه على حساب التسويق لسورية ذاتها الا انها صنعت اجيالا ثورية عربية -لعلها سبب من اسباب استهدافها في حربها الاخيرة – كما اكتشفنا في هذه البامج ابطالا وبطلات اعلاميات كانت احداهن تقدم برنامجا يوميا تكشف فيه بصوت صادح خفايا وكواليس ما يقوم به الكيان الصهيوني وحلفاءه بالصوت و الصورة و تقدم في نفس الوقت ما يعاني منه الفلسطينيون في قضيتهم العادلة. كانت لبؤة في حماسها وجمالها وحسن معالجتها للمواضيع . انتهت هذه الاعلامية الفذة بالتهديد بالقتل ولا ادري لعل الله اطال في عمرها بما قامت به من دفع في اتجاه حماس كان يلهب المشاهد ويجعله اكثر ايمانا بالقضية و مستعدا لتقديم نفسه في اي لحظة للاستشهاد في معركة الساحات الساخنة .
لذلك اعتقد ان الاعلام العمومي على الاقل مطالب بتقديم برنامج تلفزي قار في كل الشبكات و يبث على المنصات يكون موضوعها القضية الفلسطينية يشترط في من يقدمه العشق لفلسطين والايمان بالقضية . حان الوقتلتقديم وجبة تحافظ على رُقي العقل التونسي تُثبت في جيناته الايمان الراسخ بهذه القضية .
فما نعيشه الان من محاولات تطبيع يتعدى الافراد الى مخطط كامل ومتكامل يبرع فيه العدو.و مجرد الوعي بهذه المخططات في هذا الوقت صارغير كاف. وانما ضرورة التخطيط ايضا على المدى البعيد واتخاذ خطوات انية ثابتة تقفل الابواب و تجدد العهد مع قضية العرض و الدين واجب الان بالذات ونحن نتحرر من ادران كل استعمار

مواضيع ذات صلة