هل من إصلاح جدي للتعليم العالي؟ سامي النيفر
كثيرا ما نحصر خور المنظومة التربوية في الابتدائي والإعدادي والثانوي ونتناسى أن الخور الأكبر في التعليم “العالي”.. فلقد نال أساتذة الأساسي والثانوي ما يكفيهم من استهزاء وشتم بسبب أو بغير سبب رغم أن هؤلاء لهم منهجية عمل ودفتر إعداد الدروس ومدير ومتفقد وأولياء يدخلون مع تلاميذهم القسم أو يظلون أمام الأبواب والشبابيك المفتوحة يتفرجون على البث المباشر ويحاسبون المعلّم بجلده..
بينما في الكليات تبدأ الحصص وتنتهي دون وقت محدد مع غياب جرس الراحة وقد تفاجأ أحد الطلبة من اختلاف المنهجية ومحتوى الدروس كثيرا بين أستاذ وآخر في نفس المادة وبعضهم يوزع مطبوعات على تلاميذه منذ عدة سنوات ولم يكلف نفسه حتى عناء تغيير عنوان السنة الدراسية وفي القسم يدرس عرضيا مع عدم الاهتمام كثيرا بأسئلة الطلبة الذين يجدون صعوبة في استفسار بعض المدرسين المتكبّرين.. والوضع لا يختلف البتة بين الأساسي والثانوي والكلّيّات لأن بعض المدرسين أيضا يقوم بدروس خصوصية وبعضهم لديه مدارس.. كل ذلك وليس لديهم متفقّد أو ولي يصبح فجأة غير مهتمّ بما يلقاه أبناؤه من ظلم في آخر مراحل تعليمهم وهي الأهم والأدق في مسيرتهم وليس لديهم مدير أو شاوش أو طالب متذمّر دون سبب…
بل ليس لديهم من يراقب أوراق الامتحانات وكيفية إصلاحها والمعايير والمنهج المعتمد عند إعداد الاختبارات التي لا يطلع عليها أحد ففي الابتدائي يمكن للولي ذلك إن طلب التثبّت من ورقة ابنه.. كل شيء موكول للصدفة وللقعباجي في كثير من الأحيان مع وجود ظاهرة الغش كثيرا عند الطلبة في الامتحان ولا توجد دائما مراقبة صارمة لهم.. كل ذلك ولا يقع إصلاح الفروض في القسم وقد يضع بعض الجامعيين أعداد الشفاهي مع أعداد التطبيقي دون إصلاح الاختبارات.. الحل هو دمج وزارة التربية مع وزارة التعليم العالي كما كنا في التسعينيات قبل أن يدخل نظام أمد والكفايات محدثين خرابا كبيرا في تربية الناشئة والحل هو تربية التلميذ على احترام أستاذه وعدم التطاول عليه وحب العلم والأخلاق ثم محاسبة الأساتذة عن كل تقصير يصدر منهم فهم ليسوا ملائكة بشرط أن يحاسبوا كلهم بنفس المعايير من الابتدائي إلى العالي.
سامي النيفر