هل من الحكمة أن تصدح أبواق صلاة الجمعة مع امتحانات آخر السنة؟
مؤسف جدا ما وقع اليوم ببعض المؤسسات التربوية في الابتدائي والثانوي عندما تزامن موعد إجراء اختبارات آخر السنة مع خطبة الجمعة..
ومن المضحكات المبكيات أنّ إحدى خطب الجمعة كانت حول العلم والامتحانات وتمنّى فيها الشيخ النجاح للتلاميذ والحال أنّه -دون أن يشعر- عطّل سير الاختبارات… المراهقون حسّاسون جدّا لأبسط الأشياء والأطفال الصغار أكثر هشاشة فهم قليلو التركيز ويسهون لأبسط الأشياء فما بالك بأصوات مضخّمات صوت تجاوزت الحدود حتى إنّ المربّي لم يعد يستطيع الكلام مع تلاميذه داخل القسم لأنّ حديث الشّيخ يغلبه…
الأغرب من هذا كلّه أنّ بعض أبواق جوامعنا تفوق ما يوجد في مكّة والمدينة المنوّرة والحديث عن تجربة.. بل إنّ مضخّمات الصّوت جُعلت لساحة الجامع فقط في صحنه ومدخله حتى يسمع المصلّون -لا سواهم- حديث الإمام فلماذا الحرص على إيصالها إلى غيرهم ؟ حتى بعض المصلّين الذين يؤدّون صلاة الجمعة لا يحضرون خُطبتها فكيف بالآخرين وهم أيضا في حالة عبادة (الطّبيب الذي يعالج مريضا، القاضي، الأستاذ، ….) وخاصة التلاميذ الذين يحرص الشيخ على نجاحهم وكان عليه أن يساعدهم بالهدوء أثناء اختباراتهم…
بعيدا عن العاطفة، وحتى شرعا، كان فعل الإمام خطأ ولم يستفد أحد من كلامه بل تضرّر البعض منه… قال الحقّ جلّ وعلا : “وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا” الإسراء 111 وقال عزّ من قائل : “اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” الأعراف 55
كنّا سنقول ذات الشّيء لو كانت هناك أسواق أو حفلات صاخبة أو درّاجات ناريّة لطالما تحدّثنا عن أزيزها المزعج أو غير ذلك من العوامل المشوّشة لسير الامتحانات أو المعطّلة لأعمال النّاس وهم أيضا يصلّون ويحضرون الأعراس ولا يريدون أن يتحكّموا في غيرهم ولكن من قواعد العيش الجماعي أن “حرّيّتك تقف عندما تبدأ حرّيّة غيرك”…
سامي النيفر