هل هذا برلمان يمثِّلُ الشّعب !! أم يُمثِّلُ على الشّعْب .؟ راسم العموري
طبيب يقع من الطابق الخامس في جندوبة أثناء إداء واجبه رحمه الله !! نتيجة تقصير قد يكون من قسم الصيانة أو من مكتب المراقبة أو من أي شخص أخر !!! حملات تلقائية تطلق من الجميع وصيحة فزع يطلقها المجتمع نتيجة تدنٍي الخدمات العمومية وتدهور المرفق العام. في أي بلد ديمقراطي يحترم شعبه يكون هذا الحادث كافيا ليشغل الرأي العام ليلا نهارا إلى إن يحاسب المخطئون وينالوا جزائهم !! لكن ، ما راعني إلا تغييب هذه الكارثة شيئاً فشيئا !!! والحديث عن مداخلة أحد الشيوخ في مجلس النواب !!! و التطرق إلى البيانات المضادة لهذه المداخلة ، ورأي إحدى الجمعيات أو المنظمات التي قيل أنها تمثل المرأة !!! ما هذا !!!؟ أرجوكم إرتفعو قليلا فالقاع إزدحم بأمثالكم !!! فبربكم هل لعاقل أن يصدق إن وسائل التواصل و الاعلام ليست سوى أداة لينة في أيدي الأحزاب توجهها حسب مصلحتها لا غير لتقوم هذه الوسائل بدورها بتوجيه الرأي العام حسب أهواء ما يسمى بالأحزاب !!!! فبعد كل كارثة يقوم الرأي العالم في أي بلد ديمقراطي بحملات شريفة للطلب بالكشف عن ملابسات الحادث أي كان نوعه ومحاسبة المخطئين والفاسدين ومن يقف ورائهم وذلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام التي تجد نفسها مجبرة لمسايرة الرأي العام في توجهاته نظرا لقوة المجتمعات لديها ووحدة صفوفها وإرتفاع منسوب وعيها من اديولوجي عاطفي هش إلى عقلاني لا يرضى بغير الإثباتات والحجج المقنعة … وهو ما لا يتوفر للأسف في تونس.. فالشارع التونسي تحول من شارع امن ومتوحد رغم غياب الأمن فترة الثورة بإستثناء بعض عمليات السطو والبركجات التي كانت تمثل اصحابها لا المجتمع ، إلى شارع هش ومقسم بين صبايحي وأفغاني وتركي ومسلم و كافر وزنديق … يتم التأثير عليه بسهولة حسب جرعة الاديولوجية والدمغجة التي يتلقاها شيئا فشيئا من وسائل الإعلام وصفحات التواصل الإجتماعي الممولة اصلا من أطراف متعددة وتعليقات الذباب الأزرق والبنفسجي والأحمر في صفحات التواصل … إلى إن يقع شيئا فشيئاً في شراك الإنتماء العاطفي لأحد الأحزاب دون إن يشعر فيتحول إلى ناطق رسمي بأسمها في مواقع التواصل أو جلسات المقاهي …سواء كانت على صواب أو على خطء فألأمر سيان بالنسبة لديه …فقدرته على تحليل الأحداث محدودة في زاوية واحدة وهي زاوية مصلحة حزبه ….فيتحول هذا الشخص من رتبة مواطن حر إلى بوق و صوت في المكتوب لدى الحزب الذي صنف نفسه فيه اديولوجيا إلى أخر نفس في حياته !!!ا لذلك يتسابق النواب في المجلس المذكور أعلاه على« البوز» والإثارة دون أي إهتمام بمشاغل الشعب الحقيقية ، فهو ليس مسرح يقوم كل شخص فيه« بوان من شو» تجف أقلام الصحفيين في وصفه وتنصب له البلاتوات التلفزية و التحاليل في الصفحات المأجورة مما يساعد ما يسمى بالنائب في كسب أصوات دائمة جديدة … في جلسة البارحة و في وجود وزاة المرأة في المجلس .. كان من الأجدى تسليط الضوء على العاملات الريفيات والفلاحيات الذي توفي منهم العشرات في قضايا مشهورة … لكن.. قبرت قضيتهم مرة أخرى مثلما قبرت قضايا الرضع ،وقضية إغتيال بالعيد والإبراهيمي ، وقضايا الفساد ، وقضية تعلم عوم، و قضية انقلاب الحافلة، وقضية مقتل الشاب في إحدى العلب الليلية ، وقضية النفايات الفاسدة ، والرش بسليانة ، والقناصة ، و تسفير التونسيين لسوريا… تدفن هذه القضايا عبر خلق لجان تحقيق مهمتها تمييع الحقائق … فلا نتائج ولا محاسبة ولا إصلاحات … وذلك بالتعاون مع وسائل إعلام و تواصل اجتماعي ذاكرتها قصيرة … ومعظمها متواطيء عن قصد أو غير قصد في لعبة سياسية قذرة … فجميع القضايا المذكورة أعلاه مجتمعة لم تحض في هذه الوسائل بنصف ما حظيت به قضية الفخفاخ مثلا …لكن إن عرف السبب بطل العجب … فإزالة الفخفاخ هو مطلب لمجموعة من الأحزاب ووجب السمع والطاعة والتأثير على أقلية تعبد الأحزاب وسط أغلبية صامتة حرة الفكر … بينما بقية المطالب هي مطالب تلقائية شعبية مضرة للأحزاب وكاشفة لملفات فساد… لذلك اثر كل كارثة، و مع كل بوادر هبة شعبية جديدة يتم خلق مواضيع تافهة سياسيا والتسويق لها على أنها مواضيع رأي عام لينجر الجميع ورائها وينسى مشاكله الأصلية …مواضيع مهمتها استقطاب ما تيسر من هذا الشعب و تقسيمه الى فئات على حق و اخرى على باطل وسط انتشاء من معظم الاحزاب لان هذه المواضيع و الخطابات الشعبوية التافهة هي من تمنحها شرعية الوجود بالمجلس و تغذي الحقد و الكراهية بين هته الاقليات …معتمدين في ذلك سياسة فرق تسد… بينما تبقى الأغلبية الصامتة في مشاهدة كلاسيكو ما قبل الكلاسيكو….كلاسيكو المجلس بين احزاب متطرفة يمينا ويسارا وذلك لتجييش ودمغجة ما تيسير لكسب الكلاسيكو الكبير.. كلاسيكو إنتخابات 2024