هل يجب أخذ العبرة من الجارة الجزائر حول تخفيف الحجر الصحي؟

يبدأ الحجر الصحي الموجه…وهو يأتي أصلا بعد تراخي غريب في تطبيق الحجر الصحي الكامل…حيث تراخت قبضة الدولة تدريجيا وعاد أغلب الناس الى الزحمة والشارع والتهور…وقد زرنا بعض الأحياء و الجهات برخصة عمل فشعرنا أن الحجر الصحي إشاعة…!

جارتنا الجزائر خففت منذ أسبوع حجرها الصحي واسترجع الجزائريون حريتهم…لكن حدثت الكارثة وارتفع عدد المصابين بسرعة…فاضطرت الحكومة لإعادة إغلاق 11 ولاية وفرض الحجر من جديد…ثم أغلقت بقية الولايات وعادت كل البلاد الى الحجر بعد أسبوع من الإنفلات…!!!

قد نتفهم رفع الحجر تدريجيا في تونس رغم أنه رُفع فعليا منذ أيام عديدة…فقد إستجابت الحكومة للضغط وللمخاوف من أزمة إقتصادية لا عودة منها…لكن المخاطرة كبيرة وقد نخسر لا قدر الله إقتصادنا وصحة وحياة عدد من مواطنينا…لأن الناس سيعودون بقوة الى الحياة العادية الكاملة غدا…إن لم يعودوا فعلا منذ أيام عديدة…والحكومة التي تدعو الى احترام مسافة تباعد تبلغ مترا واحدا في وسائل النقل المتخلفة…المتأخرة…المتهالكة…لا أعتبرها جدية في فرض تطبيق الحجر الجزئي…لأنها لا تملك نقل اليابان أو سويسرا أو حتى فرنسا في النظافة والدقة والامكانيات وإحترام الناس…والتعويل على ما يسمى وعي المواطن خرافة…!!!

لا نخوف الناس لكننا نحذرهم…ذلك واجبنا بدون إستثمار سياسي…نحن لم نصل بعد إلى النجاح المطمئن الحاسم…وغدا الاثنين ندخل أخطر إختبار لحقيقة ما بذلناه في مقاومة هذه الأزمة…وأرجو أن لا نكون قد تهورنا ثم تسرعنا…فالزمن السياسي مختلف عن الزمن الطبي…وربي يقدر الخير…!

سمير الوافي