واحد مع واحد يساوي ثلاثين ….فتحي الجموسي

واحد مع واحد يساوي ثلاثين ….فتحي الجموسي

6 جوان، 22:40


حين تعالت الأصوات نحو توحيد القوى الوطنية وضرورة توحيد كل الشخصيات أو الاحزاب السياسية للوقوف صف واحد ضد القوى الرجعية التي تسعى اليوم نحو ضرب وحدتنا وسيادتنا الوطنية ونحو تقديم تونس هدية ومستعمرة لاردوغان وللسلطنة العثمانية الجديدة رد البعض: وما هي الإضافة فلان أو فلانة أو ذاك الحزب أو تلك الكتلة فعددها أو قواعدها محدودة؟
نسي هؤلاء أن السياسة ليست من العلوم الصحيحة ولا من العلوم التجريبية والمعادلة السياسية لا تخضع لنفس قواعد المعادلات الحسابية لذلك فإن الجمع والطرح والضرب والقسمة قد تكون نتيجتها مختلفة تماما عن نتيجة المعادلة السياسية.
فواحد مع واحد قد يساوي صفرا في السياسة لكنه أيضا قد يساوي ثلاثين أو أكثر.
توحيد هته القوى السياسية اليوم (بشرط استبعاد الفاسدين والانتهازيين طبعاً) لن يفرز توحيد قوى الأطراف الموحدة فقط بل سيضيف لها قوى أخرى أكبر حجما وعددا فهو سيكون رسالة تفاؤل وطمأنة لإعادة العديد من الوطنيين المحبطين والذين انسحبوا من الحياة السياسية نتيجة الخيبة المريرة التي اصيبوا بها بعد الفضائح والمهازل التي تسبب فيها الباجي قائد السبسي وابنه حافظ ومجموعة الفاسدين المحيطين بهما.
التجميع ليس معطى كمي عددي فقط بل هو أساسا معطى كيفي وموضوعي وهو سيضيف للقوى الموحدة عديد الناس ممن هم الآن ليسوا مع هذا ولا مع ذاك من الأطراف الموحدة كما أن هذا التجميع سيعطي للقوة المجمعة عناوين إضافية وخطاب متنوع لكن منسجم وملجئ لكل الوطنيين بدون إستثناء وبدون اعتبار إن كانوا دستوريين أو قوميين أو يساريين عقلانيين معتدلين أو غيرهم فهته القوة الجديدة سيتجمع داخلها كل التونسيين الوطنيين فالمسألة الوطنية اليوم أهم بكثير من المسائل الإيديولوجية.
نحن بأمس الحاجة اليوم بالنظر لما يتهددنا من الداخل والخارج إلى خلق هته القوة الوطنية الجبارة في أقرب وقت ممكن.
نحن بحاجة إلى مساعدة كل الوطنيين المتحمسين لهته الفكرة للدفع نحو توحيد هته القوى الوطنية.
ونحن بحاجة أيضا إلى البعض من التواضع والتنازل من هته الشخصيات الوطنية والابتعاد بعض الشيء عن طموحاتها الشخصية تغليبا للمصلحة الوطنية.
فتونس تستحق هذا وأكثر ويد وحدة ما تصفقش …

مواضيع ذات صلة