” وحلة المنجل في القلّة “…عبد المجيد شعبان

عام 1961 انتصبت في صفاقس شركة N.P.K …وكان ” عيدا” أبهج معظم الشعب الكريم.. وكثيرون قالوا ( فكّيناها للسواحلية)..واستغلها انصار وزير من الجهة للتطبيل له…ولا اعلم ان كان ” السواحلية” سعوا لانتصابها عندهم ام هوحديث سياسة انتهازي ..واحد فقط دكتور محترم ومناضل قال ( يجيكم نهار تبكوا)… وفعلا ضحكوا قليلا وبكوا كثيرا
عام 1972 جاء دور المركب الكيماوي بقابس وهتف سكانها للزعيم بورقيبة شاكرين فضله ..
لا أذكر أن موضوع البيئة كان مطروحا وقتها مثلما هو الآن..
لكن لا أحد فكر في خطورة إقامة صناعة كيماوية داخل المدن … أو السماح بتوسع العمران حول هذه المصانع ( صفاقس كما قابس كما السخيرة كما المدن المنجمية في قفصة وغيرها).
وحانت ساعة الحقيقة : الفسفاط ثروة تونس الرئيسية .. والمصانع مصدر رزق عشرات الآلاف في ذروة أزمة البطالة …والسكان لا يمكن ولا يفيد إبعادهم …
هناك في العالم دول تمر بالمشكلة نفسها ولم تهتم مثل الهند حيث أبيدت مدينة بالكامل .. وهناك دول توصلت لعلاج ولو جزئيا.
وقيل ان هناك برامج وضعت من سنوات لمعالجة ” المصيبة” في قابس تحديدا لكنها ضاعت في أروقة السياسة وسراديب الإهمال والفساد.
فكيف سنستعيد المنجل من دون ان نكسر القلة؟ وكيف؟ ومتى؟