يتنقلان بين الإذاعات : متى يعى محسن مرزوق ونجيب الشابي أنهما فاشلان؟

يتنقلان بين الإذاعات : متى يعى محسن مرزوق ونجيب الشابي أنهما فاشلان؟

6 جوان، 18:30

على الرغم من تقلده  عديد المناصب السياسية, والشعبية التي يحضى بها، إلا أن ليونال جوسبان رئيس الوزراء الأسبق وبعد فشله في الإنتخابات الفرنسية أمام منافسه جاك شيراك، إعتزل الحياة السياسية،  رغم التاريخ الحافل الذي يحضى به زعيم الحزب الإشتراكي سابقا. وغيره من السياسيين في العالم، الذين أعلنوا إعتزالهم معترك الحياة السياسية بعد أن فشلوا في محطة إنتخابية واحدة ولو كان الفارق ضئيلا. في تونس، الأمر مغاير تماما، فمن يفشل في الإنتخابات يصبح زعيما أو بديلا وجتى مناظلا سياسيا ،  كماهو الحال مع محسن مرزوق وأحمد نجيب الشابي، الذين أصبحا لا يخلوا حوار إذاعي من وجودهما. فبعض المنابر الإعلامية تصر “إلحاحا” على النفخ في صورتهما، رغم علمها بمحدودية رصيدهما الإنتخابي، وأن الشعب لفظهم  بعد أن فشلوا في أكثر من محطة إنتخابية. وتحصلا على نتائج لو حصل عليها سياسي في دولة تحترم نفسها لإعتزل الحياة السياسية وأعطى مكانه  لمن هو أكثر منه كفاءة وحنكة. فصاحب المشروع، ورغم الأموال الطائلة التي ضخت في مشروعه، إلا أنه أضاع المفتاح وفقد البوصلة وأفلس مشروعه. ولم يبقى له سوى إعلان إفلاسه السياسي الذي يحاول البعض إخفائه. وحتى مفتاحه “العربي” الذي إختاره شعارا له، لم يساعده في محاولاته المتكررة على القيام “بقصة عربي” للوصول لسدة الحكم. أما أحمد نجيب الشابي ورغم تاريخه النظالي الكبير ضد الديكتاتورية إلا أنه إرتكب أخطاء إتصالية بعد الثورة حتمت عليه بالفشل في كل الإستحقاقات الإنتخابية، ولم يشفع له رصيده النظالي في كسب ثقة الناخب التونسي. وكان بإمكان الأمين العام السابق للديمقراطي التقدمي أن يخرج من الباب الكببر، ولكن إصراره المتواصل وتمسكه بالسياسة، جعلانه يبحث عن النافذة ليخرج منها. وغيرهم من السياسيين  الذين  فشلوا في كل المحطات الإنتخابية منذ ثورة الكرامة والحرية، و مازالوا  باقون مابقي الزعتر والزيتون. سيعيدون الكرّة مرات ومرات وسيبقى الفشل يلاحقهم ويتلقون الصفعة تلوة الأخرى غير عابئين ولا مكترثين. فمتى يعى هؤلاء أن زمانهم قد ولّى وما عليهم سوى إعطاء المشعل لغيرهم.

أسامة بن رقيقة. 

مواضيع ذات صلة