أحداث تتسارع وصورة تونس تتهاوى…الازهر التونسي
من خلال متابعتي للأحداث هذا الأسبوع لا يكاد يمر يوم دون تسجيل غريبة جديدة تؤكد مدى الهوة السحيقة التي سقطت فيها البلاد التونسية و سأعدد بعضها : – بعد طول انتظار وصل تلقيح كورونا و بأعداد ضعيفة من الجرعات لكن نسق التطعيم بقي في مستويات متدنية جدا و مع ذلك لا نلاحظ أية مساع لتحسيس الناس و إقناعهم بضرورة التلقيح للخروج من الجائحة و كأن هذا الواقع مرغوب فيه من السلط العمومية رغم تظاهرها بعكس ذلك تماما- في نهاية الأسبوع الماضي يطل أحد النواب بتسريبات وصفها بالخطيرة وهي في واقع الأمر دليل قاطع على الإفلاس السياسي و الانحطاط الأخلاقي و في رأيي مهما بذلت بعض الأبواق من جهد لا يمكن توظيفها سياسيا و لا قضائيا بل تبقى مجرد تشويش على الحياة السياسية و تزيد في تفاقم أزمة البلاد التي أصبحت تشهد تمطيطا مملا شبيها بما نعاينه في المسلسلات التركية و المكسيكية الركيكة في مستوى كتابة السيناريو و الإخراج- نأتي الآن لغزوة المطار التي قادها النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف و تعد هذه الحادثة تمثيلا بجثة الدولة التونسية التي تتفكك و تحلل يوما بعد يوم و لا نجابه على الوضع المتردي بغير البيانات المنددة أحيانا و المعومة للحدث تحت عناوين مختلفة أحيانا أخرى علما و أن هذه الحادثة هي تكرار لغزوة أخرى قادتها نائبة عن حركة النهضة و كل ما يقال عن فتح تحقيق قضائي في الموضوع هو من باب احتواء ما رافق الحادثة الصادمة من تنامي مشاعر الغضب لدى الرأي العام و سنرى في المستقبل مآل هذا التحقيق- موضوع قرض البنك العالمي لفائدة الدولة التونسية هو أيضا مظهر ساطع لتفكك أجهزة الدولة فرئاسة الجمهورية تسعى لتوظيف الحدث ثم نلاحظ نفس المسعى لدى رئيس البرلمان و الحكومة التي تعد هي المعنية الأولى بالموضوع غائبة إلى حد الآن و السؤال الذي يخامرني اليوم هل أصبح مبدأ وحدة ميزانية الدولة في الميزان و إذا قدر لهذا القرض أن يدفع لفائدة تونس من سيتولى التصرف في مبالغه المرصودة؟- زيارة رئيس الجمهورية إلى ليبيا وهي في رأيي زيارة هامة جدا لكن هل تم الإعداد لها بالشكل المناسب ؟ هل تم التنسيق مع رئيس الحكومة في هذا الشأن ؟ ثم نلاحظ أن المقربين من رئيس الحكومة يعلنون أنه يؤدي زيارة قريبا إلى ليبيا ألا يعد هذا إضافة لموضوع القرض تصديرا لخلافاتنا الداخلية نحو الأطراف الخارجية؟



