
أحدهم هددّني لأني أتغزل بالوطن فأضحكني …الطاهر العبيدي
📌 ألو الطاهر العبيدي معايا؟
⚜️نعم تفضل؟
📌أسمعني قبل ما تسألني على إسمي المنحس، وجدي وجد بويا، اللي من الكرة الأرضية كاملة ارموني في ها البلاصة اليابسة الشايحة..
انحذرك مزلت تكتب تتغزل بالوطن.. انجيك لباريس نذبحك..
⚜️وهنا لم أدر أجيب أم أصمت أم أضحك؟
📌واصل مخاطبي تهديده، يا سي الطاهر تنسج مقالاتك الوطنية برومنسية وعشق..ولكن هل ما تكتبه من لوحات ينطبق على هذا الوطن الزفت..صدقني لو فتحوا الحدود لأوروبا ما يبقى حد كان الشقف..
⚜️لماذا كل هذه السوداوية؟
📌سوداوية! (شد عندك) يا سي الطاهر المتيم بتونس..
الماء يقص، الضو يقص، الادارات ديمة الريزو طايح…الزبابيل في نمو تصاعدي وتغطي كل الجهات وكل الشوارع..
⚜️بربي اشكون معايا؟
📌اسكت خليني نكمل، راه قلبي معبي عليك. أي وطن تكتب عليه! وطن الريح والعجاج والغبار والذبّان والسخانة.. وحتى الشمس زادت تلفتت لينا ولابسة شورط، ناقصين مصايب وهموم…
⚜️في رأيك نتجرد نهائيا من حبنا لبلد الآباء والأجداد ومسقط الرأس؟
📌تتغزل بالوطن يا سي الطاهر،
هانا صفوف تضرب فينا البڨلة على باكو حليب، وايترة زيت صانقو، وباكو قهوة متاع حمص..تكتب على الوطن وترسم في لوحات، إيجا شوفنا وعيش معانا توة تولي تنسّل في احوايجك.. والا أرجع عيش هنا، نعطيك الفيلا متاعي مقابل انجي انا غادي. واقعد انت في الدار بطل مصالحك، وعس على الماء يجيش، وابدا عبي في الأسطلة والبتاتي والبانوات والدبابز..مشهد رومسي شاعري ملهم لدولة سبعين سنة استقلال..
⚜️ اسمح لي من مخاطبي ووعد مني أتركك تفرغ ما في صدرك ؟
📌منحبش نشوفك في المستقبل تكتب هاك السمنقونيات، اللي تعزف فيها على وطن معلق في ذهنك وحدك، ونحن عايشين هنا نعانوا المر.. المر في النقل، المر في المغازات والأسواق، المر في العنف والبراكاجات، المر في التعليم، المر في المستشفيات والمصحات..
⚜️ طيب عرفني بنفسك أولا وعهد أني لن أكشف هويتك؟
📌 لو تكمل توجعنا بمقالاتك على الوطن انجيك لباريس نذبحك، باش تبقى عبرة.
وطن القلبة في كل شيء.. حتى الدين صار تحايل وقلبة. نهار الجمعة العشية تمشي للمؤسسات المكاتب مفتوحة، ومتلقاش حتى موظف تسأل، يجاوبك نص شاوش، وكأنك من كفار قريش، يقلك مشوا لصلاة الجمعة، وانت ما هداكش ربي لتوة، متعرفش اليوم صلاة الجمعة..
وحتى الموظف اللي عمرو ما قرا في حياتو الفاتحة، يولي يجري من الاحداش، باش يحصل بقعة في الصف الاول، باش يلم الفصعات، عفوا الحسنات..
⚜️عذرا لحد الآن لم أعرف مخاطبي؟
📌 يا سي الطاهر تحذير وآخر تنبيه، لو تواصل تكتب زي ما تكتب لينا، كما على سبيل المثال هذا المقطع بتوقيعك، يولي الذبح فيك حلال..
♦️الشوق إليك يا بلدي يلطمني، يصفعني، يتماوج كوجع الضرس في جسدي.. سألت عنك بلدي غابات الزيتون والصفصاف والزعتر؟ سألت عنك في غرقي وغربتي عيون كل عائد؟ سألت عنك أفواج الطير عندما تعود وحين تهاجر…♦️
⚜️واضح أنك متابع وفي نفس الوقت معاتب؟
📌مزلت تكتب كتابة من نوع هذا انجي نذبحك ونرتاح، على الدمار اللي عايشينو..
وتوة نعرفك بروحي، راني تحصلت على هاتفك من صديق مشترك في ألمانيا، قلت واجبي ننصحك اتقاء للتهلكة..
⬣ زمليك وصديقك من العهود الكحلة، إلى سنوات الغمة.. ولو يتقرا كلامي هذا، وتتصب بي الصبة، مصيري بودفة، ونصير من أعداء الوطن، ونتحرم من المشاركة في الانتخابات الرئاسية على والد الولد من المهد إلى اللحد..
زميلك وصديقك م. ع من ربوع تونس العطشى
……………………… ………………………
توضيح.
⬣هذه المكالمة حقيقية، والصديق طلب مني عدم الافصاح
عن هويته للقراء ⬣.
🟢 ليس هو الأول من وجه لي
هذه الملاحظة. فقد سبقه أحد أصدقائي، وزير في حكومة الترويكا، قال لي مازحا. كنت كما تعرف من قرائك عن عشق الوطن، والأسلوب الابداعي التي تكتب به. فعدنا بتلك الروح، حتى اصطدمنا في الحكم، بواقع مخالف 🟢
—————————————————