أعلام من صفاقس،،،، العالم الورع المربي المختار شقرون ،1917،،1996،

السلام عليكم وعلى أعلامكم ،،
فيم أفكر ؟ أعلام من صفاقس،،،،32،،،،العالم الورع المربي المختار شقرون ،1917،،1996،
،،،،،هذا العلم تخرج من الصادقيةً،والصادقية في نظامها القديم كان المتخرج منها يحمل زاده من اللغة العربية واللغة الفرنسية ،ويكون متمكنا من الترجمة ،،،وصاحبنا أضاف إلى زاده حب المطالعة ،وهذا الحب سكنه منذ صغره فكان في النهار عوض أن يشتري غذاء بطنه يشتري غذاء عقله لذلك كبر ضعيفا ،،،،،تخرج من الصادقية فدخل المدرسة الابتدائية معلما ،ثم لكفاءته ارتقى،علما ملحقا بالتعليم الثانوي ،فكان محل تقدير من تلاميذه ،قالت لي دكتورةً تلميذة من تلاميذه فيي معهد مجيدة بوليلةً،،،كان ينشر فينا الدين والأخلاق ،ويستشهد بالأحاديث النبوية ، في يوم قال لنا ،،،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،(تميط الأذى عن الطريق صدقة ) ،،شرح لنا الحديث وأطنب ،فاتفقت بعض التلميذات على اختباره ،،،وضعن حجرا أمام سيارته ،فلما أراد أن يركب رآه ،فتقدم ،وأخذه وأبعده عن الطريق ،،وتكرر الاختبار مرارا فلم يصرخ ولم يلعن ولكنه نفذ ومشى ،،،،تقاعد فكون مع نخبة طيبة من المربين مجلسا في جامع العالية لقراءة كتب التفسير وشروح الصحيحين ،،،ثم انتقل المجلس لبيته ،والمجلس قررتأليف بعض الكتب ونشرها فكان كتاب (الدعاء في القرآن ) ،وظهرت كتب أخرى ،وانفرد صاحبنا في غياب المجلس بالترجمة ،،،،ترجم كتاب (منهاج المسلم ) وكتاب (هذا المحب يا حبيب ) ،وعزم على ترجمة صحيح البخاري بعد أن وجد في مكتبة العطارين ترجمة فيها أخطاء وسوء فهم ،،،،قضى في ترجمة صحيح البخاري سنوات أخذت الكثير من جهده ووقته ،وأحاديث البخاري 7397،ترجم منها خمسة آلاف ،ساعده في رقنها ابنه المهندس حمودة ،وكان يتمنى أن يبدأ الطبع في كتابه بتونس ،فلم يجد الناشر التونسي ،،،،وشاء القدر أن يتوفى العلم الورع المختار شقرون قبل أن يرى كتابه النور ،،،،وشاء القدر أن يصل خبر الكتاب عن طريق الدكتور عبد المجيد التركي إلى دلر نشر مغربية بفرنسا ،فرحبت بالكتاب ،وعقدت اتفاقا مع أولاده ،وتم طبعه في خمس مجلدات ،أنيقة ،وأكمل بعض العلماء في المغرب ترجمة بقية الأحاديث ،ويسر الله بعد العسر ترويج الكتاب في فرنسا وبلجيكا ودول افريقيةً،،،،حان أجله فودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية وفي البوم الموالي لحقت به زوجته وتركا أولادا علماء ينفعون البلاد والعباد ويستمطرون الرحمة عليهما ،،،،أيها الأصدقاء ترحموا عليهما وخذوا من حياة أستاذي في الفرع الزيتوني صديقي وزميلي في التدريس الدرس والعبرة وأفيدوا بها غيركم ولكم من الله الأجر ومني الشكر وتحية العطر ،