
“أمان وهمي”: ترامب يطمئن العالم ثم الحرس الثوري يقلب الطاولة بصواريخه…اشرف المذيوب
في مشهد يعكس تخبط السياسة الدولية وسط نار الشرق الأوسط، وقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد ساعات من استهداف منشآت نووية في إيران، ليُعلن بثقة أن “إسرائيل الآن في مأمن”. كلمات رنانة، بدت كأنها نهاية لفصل من التوتر، لكنها لم تكن إلا مقدّمة لانفجار جديد.
لم تمر ساعات على هذا التصريح حتى جاء الرد الإيراني صاخبًا، مرًّا، ومدوّيًا. الحرس الثوري الإيراني، الذي كان يترقب ويراقب، أطلق وابلًا من الصواريخ تجاه العمق الإسرائيلي، في عملية وصفها مراقبون بأنها “أكبر من مجرد رد عسكري… إنها رسالة دموية بأن الحساب لم ينتهِ بعد”.
الرئيس ترامب، المعروف بعناده وخطابه الناري، أراد أن يُظهر قوة الردع الأميركية. لكن إيران، عبر حرسها الثوري، أعادت رسم حدود الردع من جديد. فـ”الأمان” الذي وعد به ترامب تهاوى تحت صدى صفارات الإنذار في تل أبيب، وتحولت “الطمأنينة” إلى رعب.
الهجوم الصاروخي لم يكن مجرد إطلاق نار، بل كان خطة مدروسة، قُصفت فيها منشآت عسكرية، ومراكز حيوية، بل وشُلت الحركة في بعض المناطق. كانت الضربة رسالة واضحة: “نحن لا ننسى، ولا نسامح، وسنرد في الوقت الذي نحدده نحن”.
في خضم هذا التصعيد، لم يعد السؤال “من بدأ؟” بل “إلى أين تتجه الأمور؟”. هل نشهد ولادة حرب كبرى؟ أم أن العالم سيعود لمسرحية التهدئة الهشة المعتادة؟
أما إسرائيل، التي ظنت أن الضربات على إيران ستقيها الخطر، فقد وجدت نفسها في مرمى النيران، وسط تساؤلات داخلية صادمة: هل أصبحنا وحدنا؟ وهل رهاناتنا كانت صحيحة؟
العالم يتنفس تصعيدًا، والشرق الأوسط يغلي… أما التصريحات، فتبقى حبراً على ورق، حين تنفجر الصواريخ وتتكلم لغة النار.