إخترت لكم ….العفو …نجيبة المعالج دربال
مرحبا بالاْوفياء في متابعة نفحات عاطرة في يوم اخر من اْيام هذا الشهر العظيم من السنة الهجرية 1445 الموافق للسنة الميلادية 2024.
و موضوعنا اليوم: العفو .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: « ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » ، العفو هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، أي محوه، والعفو والصفح متقاربان في المعنى فنقول: صفحت عنه أي أعرضت عن ذنبه وتثريبه. والعفو وصية من الرحمان حثنا عليها حيث قال تعالى: (خذ العفو وامر بالعرف واْعرض عن الجاهلين ) . (الأعراف الآية 199) وقال: “فمن عفا وأصلح فأجره على الله”سورة التوبة الاية 45 . وقال: فاصفح الصفح الجميل .سورة الحجر الاية 85. فالصفح والعفو والتجاوز والتسامح كُلها من شيم الكرام، والله في شهر العفو يعد العافين بالجنة، ومن عفا وأصلح فأجره على الله، وهذا يشجع المُسلم على جهاد النفس ويحمله على كسر شوكتها والوقوف في سبيل غاياتها ويعده بما تصبو إليه كُل نفس وهو مغفرة الله وجنته دار كرامته وفيض رحمته .
قال أحد الصحابة: “بينما نحن جُلوس مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ به يضحك حتّى بدت ثناياه فقال سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما يُضحكك؟ قال : رجلان من أمّتي جثيا بين يدي ربّ العزة فقال أحدهما: يا ربّ خذ لي مظلمتي من أخي، فقال الله للظالم أعط أخاك مظلمته. فقال: يا ربِّ وكيف أصنع ولم يبق من حسناتي شيء؟ فقال الله سُبحانه وتعالى للطالب: وكيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟ قال: يأخذ من سيئاتي. ففاضت عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبكاء وقال: إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس فيه لأن يحمل من خطاياهم. فقال الله للطالب: ارفع رأسك فانظر، فرفع رأسه فقال: يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب لأي نبيّ هذا ولأي صدّيق هذا ولأي شهيد هذا؟ قال: لمن يدفع الثمن قال : ومن يقدر على ذلك؟ قال الله تعالى : أنت تقدر على ذلك. قال: بماذا ؟ قال: بعفوك عن أخيك. قال: قد عفوت عنه. فيقول : خذ بيد أخيك وأدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “أيّها النّاس اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين وما زاد الله عبدا بعفو إلا عِزًا” رواه الحاكم والبيهقي .
اللّهم إنّك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا وتجاوز عن أخطائنا وثبّت قلوبنا على دينك، وخُطانا على سيرة نبيّك، ونسألك الهدى والتُقى والعفاف والغنى فارحمنا واغفر لنا واهدنا وعافنا وارزقنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنَا عذاب النار .
مع فائق تحيات نجيبة المعالج دربال .