إخترت لكم …مكارم الأخلاق…نجيبة دربال معالج
نواصل مع الاْوفياء لموقع الصحافيين نشر هذه النسمات العطرة المباركة من سيرة واْخلاق رسولنا عليه الصلاة والسلام لنتاْدب بها في رمضان وغير رمضان .
اختيارنا اليوم : مكارم الأخلاق.
قال النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم : «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذي وابن ماجة عن عائشة. و عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اللّهم أحسنت خلقي فأحسن خُلُقي» اْخرجه اْحمد وابن حبان . وعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «البر حسن الخلق» رواه الإمام اْحمد. وقال الحبيب المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم: «أقربكم منِّي مكانة يوم القيامة أحسنكم أخلاقا بين الناس» رواه الترمدي وابن حبان وقال صلّى الله عليه وسلّم: « اِتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن»رواه الترمذي واْخرجه الحاكم .
ومكارم الأخلاق هي الصفاتُ المحبوبة لله ولرَسوله صلّى الله عليه وسلّم ككظم الغيظ، والصّبر، والعفو، ونصر المسلم والشفاعة له، والصدق، والحياء، والتواضع والكرم والجود والسخاء والوفاء بالوعد، والشكر والحذر من الله، وحسن الظن بالله والناس، والنصح، والدّلالة على الخير، والعدل بين النّاس والاهتمام بأمر المُسلمين وصحبة الصالحين وهي سبب في محبة الله ورسوله للعبـد وسبب لسعادته في الدنيا والآخرة إنما كان كظم الغيظ أعظم المكارم لأنه لا يقدر عليه إلا الشديدُ على نفسه القويُّ في دينه، والرّسول أخلاقه على سعة، ولنا في أخلاقه إسوة حسنة. السيدة عائشة رضيَ الله عنها سُئِلت : ما كان النبيّ يصنع في أهله ؟ قالت: كان في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة رواه البخاري.
وعن أبي هريرة قال: (حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومًا ثم قام فقمنا، فنظرنا فإذا بأعرابيّ قد أدركه فجذبه بردائه جذبة شديدة فاحمّرت رقبته، فالتفت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال له الأعرابيّ يا محمد احمل لي على بعيرَي هذين، فإنّه لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا واْستغفر الله. لا، وأستغفر الله، لا وأستغفر الله. لا أحمل لك حتّى تقيدني من جَذبتك التي جذبتني. وبعد ذلك، يقول له الأعرابيّ والله لا أقيدُها. فلما سمعنا الأعرابي، أقبلنا إليه سراعا، فالتفت إلينا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : عزمتُ على من سمع كلامي ألا يبرَح مكانه حتّى آذن له، ثم دعا رجلا فقال له: احمل له على بعيريْه هذين، على بعير شعيرا وعلى الآخر تمرا. ثم التفت إلينا ثم قال: انصرفوا على بركة الله)رواه النسائي .
وفي الصورتين أعظم مثل وأجمعُه وأجملهُ على أنه كان على خلق عظيم. فمن حديث عائشة رضي الله عنها، نستنتج أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان في بيته من اللّطف واللّين والتواضع والرحمة، وكيف أنّه في بيته يُشارك أهله في عمل البيت كطبخ وكنس وحلب ناقة وشاة ووضع علف لها وخياطة ثوب ونعل ونحوها رفقا بأهل بيته وتواضعا وقدوة حسنة لأمّته ، فلا كبر ولا عُلو بل كان كما قال الله له و« إنّك لعلى خُلق عظيم» .
وفي القصّة الثانية يتبيّن لنا كيف كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الهيئة الاجتماعية مع خلق الله تعالى من كظم الغيظ والصبر وتحمّل الأذى والحِلم على الجاهل كالأعرابي الخشن وترك مجازاته والصفح عن المسيء بل والإحسان إليه بأكبرِ إحسان كما قال تعالى:( آدفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) سورة فصلت الاية 34 صدق الله العظيم .
نسأل الله مكارم الأخلاق جميعا اقتداء بنبيّنا ونسأله أن يصلح أحوالنا جميعها وأن يهدينا إلى أحسن الأقوال والأعمال وأن يوفقنا لما يُحبه ويرضاه في الدنيا والآخرة وأن يحشرنا في الجنة مع النبيّين المصطفين الأخيار يا عزيز يا قدير يا جبّار .
مع فائق تحياتي: نجيبة المعالج دربال .