إفريقيا ومسلسل الانقلابات العسكرية الأخيرة…الهادي التليلي
خلال الأشهر القليلة الماضية شهدت أفريقيا انقلابين عسكريين مؤثرين أولهما في مدغشقر وثانيهما في غينيا بيساو
الانقلاب الاول في اكتوبر و كان ضحيته اندري راجولينا وهو شخصية وصلت السلطة بالانتخابات وخرجت بقوة الجيش وتحديدا الفرقة الخاصة كاب سات ويعرف هذا الانقلاب بانقلاب الكهرباء والماء وذلك لان السبب المباشر للانقلابات الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء مما نتج عنه احتجاجات عارمة استغلتها فرقة كاب سات وقلبت الحكم وعينت العقيد مايكل راند ريانيرينا مع وعد بالعودة إلى الانتخابات فور هدوء الأوضاع
الانقلاب الثاني ايضا مصدره عسكريا في نوفمبر وكان ضحيته عمر سيسكو امبالو وذلك قبل إعلان نتائج الاستحقاق الانتخابي والذي كانت كل المؤشرات يقول ان الزعيم المعارض والقابع في السجن سيكون حزبه والممثل في فرناندو دياس هو الفائز كما ان المعارض الثاني يقال انه تحصل هو ايضا على عدد أصوات اعلى من الرئيس الحالي ومن ثمة فلا أمل لعمر سيسكو الحامي لمصالح الجيش في الاستمرار على رأس الهرم وفي لحظة الصفر استولى الجيش على السلطة وعلق الانتخابات معلنا ان سيسمون يعامل باحترام من جهة اخرى اعلن دياب ان بريرا المعارض الرئيسي الممنوع من الانتخابات في وضع غير آمن وهنا تتوضح الصورة بان الانقلاب مسرحية أخرجها الجيش حتى لا تصل المعارضة إلى السلطة
جيشان في شهر واحد يستوليان على السلطة في بلدين فقيرين غنيين فقيرين من حيث الوضع التنموي وغنيين جدا بالثروات التي يتقاسمها الجيش ويحرسها رؤساء بلا نفوذ




