حدث طبي هام في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس… أشرف المذيوب

حدث طبي هام في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس… أشرف المذيوب

8 نوفمبر، 21:15

في خطوة تُعيد للأمل أنفاسه وللجسد التونسي نبضه العلمي، يستعدّ المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس لتنفيذ أول عملية زرع رئة في تاريخ تونس، في إنجاز طبي غير مسبوق يضع البلاد ضمن الدول الرائدة في مجال زراعة الأعضاء الحيوية المعقّدة.
من قلب الجنوب التونسي، حيث يلتقي الإصرار بالعلم والإبداع بالإرادة، يتأهّب فريق طبي متكامل من جرّاحي الصدر والتخدير والإنعاش وأطباء المناعة لإطلاق واحدة من أدقّ وأصعب العمليات الجراحية في العالم. وقد أنهى المستشفى أغلب التحضيرات التقنية واللوجستية، بإشراف الوكالة الوطنية للنهوض بزرع الأعضاء، ليكون صفاقس هذه المرّة رئة تونس الجديدة التي تتنفّس عبرها آمال المرضى وكرامة الإنسان.
🫁 من الحلم إلى القدرة
لطالما شكّلت زراعة الأعضاء في تونس قصة نجاح متواصلة بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي مع أولى عمليات زرع الكلى، ثم زراعة الكبد والقلب. واليوم، تكتب تونس فصلًا جديدًا من هذه المسيرة مع مشروع زرع الرئة — العملية التي تتطلّب دقّة جراحية استثنائية ونظامًا صحيًا متكاملًا يستجيب لأعلى المعايير العالمية.
وقال أحد أعضاء الفريق الطبي في تصريح لمصادر محلية:
“لسنا فقط نزرع رئة… نحن نزرع الأمل في جسد الوطن.”
عبارة تختصر جوهر المبادرة وروحها: إرادة لا تعرف التراجع، وإيمان بأنّ الطب التونسي قادر على صنع المعجزات رغم محدودية الإمكانيات.
🌍 ريادة تونسية إفريقية وعربية
بهذا الاستعداد، تدخل تونس نادي الدول القليلة في إفريقيا والعالم العربي التي اقتربت من إنجاز عملية زرع رئة بنجاح. فبعد تجارب رائدة في جنوب إفريقيا، وعمليات نوعية في مصر وقطر ولبنان، تقف تونس اليوم بثقة على أعتاب إنجاز سيعيد رسم خريطة الطب العربي والإفريقي.
ولا يقتصر الحدث على بعده الجراحي، بل يتجاوزه ليكون تأكيدًا على حيوية المدرسة الطبية التونسية، التي خرّجت كفاءات لامعة تسهم اليوم في إنقاذ الأرواح داخل البلاد وخارجها.
💫 صفاقس… مدينة تتنفس العلم
اختيار المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ليس وليد الصدفة. فهذه المدينة التي عُرفت بـ“عاصمة العمل والجدّ”، تتحوّل اليوم إلى عاصمة الطب المتقدّم. بين أروقة مستشفياتها ومخابرها، ينبض حلم وطني بالإنجاز والعطاء، ويتحوّل الشغف بالعلم إلى فعل حياة يزرع في الأجساد أنفاسًا جديدة.
🔹 ختامًا
قد لا تكون هذه العملية مجرّد حدث طبي فحسب، بل لحظة رمزية تُجسّد إرادة أمة تتنفس الصمود. فحين تنجح تونس في زرع رئة، فإنّها في الحقيقة تزرع الأمل في صدر وطن بأكمله — وطنٍ تعلّم أن يتعافى مهما اشتدّ المرض، وأن ينهض كل مرة بفضل علمائه وأبنائه الذين اختاروا أن يجعلوا من الطب رسالة حياة.

مواضيع ذات صلة