إيران وغزة توتران العلاقات بين ترمب ونتنياهو.

إيران وغزة توتران العلاقات بين ترمب ونتنياهو.

13 ماي، 08:45

شهدت العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، توتراً متزايداً خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تفاقم الخلاف بشأن استراتيجية إدارة ملفي غزة وإيران، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيون، ومصادر مطلعة لشبكة NBC News.

وذكرت الشبكة الأميركية في تقرير جديد، أنه عندما تولى الرئيس ترمب منصبه في جانفي الماضي، كان على توافق تام مع نتنياهو بشأن كيفية التعامل مع المسألتين الأشد إلحاحاً في علاقتهما؛ وهما الحرب على غزة، و”التهديد الذي تشكله إيران، إذ رفع ترمب الحظر الذي فرضته إدارة سلفه جو بايدن على إرسال قنابل زنة 2000 رطل، إلى إسرائيل، وشجع العمليات العسكرية الإسرائيلية “لإتمام المهمة” ضد حركة “حماس” في غزة، واتفق مع نتنياهو على “مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة”.

ولكن المواقف تبدلت في الملفين، إذ أنه في حين يرى نتنياهو فرصةً للقضاء نهائياً على المنشآت النووية الإيرانية، يرى ترمب فرصةً للقضاء على التهديد الذي تشكله حيازة إيران لسلاح نووي من خلال إبرام اتفاق، يسمح لها بالحفاظ على برنامج نووي سلمي.

وفي الوقت الذي تشن فيه إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً على غزة، يضغط ترمب باتجاه التوصل إلى وقف إطلاق النار، ويتطلع إلى تنفيذ خطته لما بعد الحرب لإعادة إعمار القطاع وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

كما فاجأ ترمب إسرائيل، بإعلانه وقف الحملة العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، والمدعومة من إيران، وقال نتنياهو عقب إعلان ترمب الثلاثاء الماضي، إن إسرائيل “ستدافع عن نفسها.

علاقة في مفترق طرق
وقالت NBC News إن الخلافات الأخيرة بين الطرفين بشأن استراتيجيات ومواقف رئيسية وضعت علاقة ترمب مع أحد أقرب حلفاء أميركا عند مفترق طرق، مشيرة إلى أن الكيفية التي سيواجهان بها خلافاتهما في المستقبل ستُشكل نتائج بعض العناصر الأساسية لأجندة السياسة الخارجية للرئيس.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين شرق أوسطيين وشخصان آخران مطلعان على الأمر، أن ترمب أدلى بتصريحات علنية أغضبت نتنياهو مرتين خلال الأسبوع الماضي وحده.

وأضاف المسؤولان الأميركيان أن نتنياهو شعر باستياء شديد عندما قال ترمب، الأربعاء، إنه لم يُقرر بعد ما إذا كان سيُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق نووي جديد تُتفاوض عليه إدارته.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر المقرب لنتنياهو، نقل هذه الرسالة إلى مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع في البيت الأبيض، الخميس.

وشعر ترمب بالإحباط إزاء قرار نتنياهو شن هجوم عسكري جديد على قطاع غزة، والذي يراه الرئيس متعارضاً مع خطته لإعادة الإعمار هناك، وفقاً لأحد المسؤولين الأميركيين وأحد الأشخاص المطلعين.

وأضاف المصدران، أن ترمب قال في أحاديث خاصة إن الهجوم الإسرائيلي الجديد على غزة “جهدٌ ضائع”، لأنه سيُصعّب جهود إعادة الإعمار.

وتضغط الولايات المتحدة حالياً على إسرائيل وحركة “حماس” للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، الذي كان من المقرر أن يناقشه ديرمر مع ويتكوف خلال زيارته للبيت الأبيض هذا الأسبوع، وفقاً لدبلوماسيين من الشرق الأوسط، ومسؤول كبير في إدارة ترمب.

كما كشفت مصادر مطلعة لـ”الشرق”، أن ستيف ويتكوف، أبلغ الوسطاء أن واشنطن تقبل مشاركة حماس في الحكم بقطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، حال تخلت عن العمل العسكري. وقالت المصادر إن ويتكوف عرض على الحركة عبر الوسطاء خطة لصفقة جزئية تبدأ بإطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين وفق معايير التبادل السابقة، مقابل فترة من وقف الحرب قد تصل إلى 70 يوماً يجري خلالها التفاوض على الصفقة النهائية.

ولفتت شبكة NBC News إلى أن نهج الرئيس ترمب تجاه إيران كان أكبر نقاط الخلاف بالنسبة لنتنياهو. ونقلت عن مسؤولين ودبلوماسيين ومصادر مطلعة قولهم، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يشعر بالإحباط منذ أسابيع بسبب رفض ترمب دعم توجيه ضربات عسكرية لمنشآت نووية إيرانية، وقراره بدلاً من ذلك محاولة التوصل إلى اتفاق يهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي. وقال أحد المسؤولين الأميركيين عن الإسرائيليين: “إنهم قلقون بشأن أي اتفاق”.

وأوضحت إسرائيل للولايات المتحدة، أنها لا ترغب أن يبرم ترمب اتفاقاً نووياً يترك لإيران أي قدرات لتخصيب اليورانيوم، وفقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون من الشرق الأوسط. لكن ترمب أعرب عن انفتاحه على احتفاظ إيران ببرنامج نووي مدني.

مواضيع ذات صلة