اخترت لكم …الحلم والأناة واللين والرفق…نجيبة المعالج دربال
عن عائشة رضي الله عنها أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه » رواه مسلم .وعن عائشة رضي الله عنها أيضا : قال صلّى الله عليه وسلّم: « إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه » رواه مسلم . وعن عائشة رضي الله عنها أيضا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق » رواه اْحمد .
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « من يحرم الرفق يحرم الخير كله » رواه مسلم .فالأخلاق روح الأمة، والأخلاق الإسلامية اتصفت بالخيرية المطلقة وبالصلاحية العامة، وهي نابعة من الدين وكفيلة بالخير المُطلق، وصالحة للنّاس أجمعين. وليس هناك من يُنبوع على الناس أولى بالطهر والنقاء والعفة والصدق والبذل والحلم والوفاء مثل تقوى الله والتزام أوامره واجتناب نواهيه. والرّسول صلّى الله عليه وسلّم وصفه الله بأنه على خلق عظيم ومن حياته نستلهم طريق الخير والصواب والثواب.
استمعوا إلى هذه القصّة: طلب أعرابيّ يوما من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شيئا فأعطاه ثم قال له: أأحسنت إليك؟ فقال الأعرابي: لا، لا أحسنت ولا أجملت ، فغضب المُسلمون وقاموا إليه. فأشار إليهم الرّسول، بأن كُفّوا، ثم دخل منزله وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئا ثم قال : ” أأحسنت إليك ؟ ” قال : نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا.فقال له الرّسول: إنّك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك فإذا أحببت فقل بين أيديهم ما قلتَ بين يديّ حتى يذهبَ من صدورهم ما فيها عليك. قال: نعم. فلما كان الغد جاء فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إن هذا الأعرابيّ قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك يا أعرابي؟ فقال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا. فتهلّل وجه الرّسول بشرا وقال: “إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه فتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورًا فناداهم صاحب الناقة: خلّوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها وأعلم، فتوجه اليها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هونا هونا حتى جاءت واستناخت وشدّ عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه، دخل النار.رواه البزار .
اللين والرفق واليسر والسماحة من الخصال الحميدة والصفات النبيلة التي نادى بها الإسلام وحث عليها ودعانا رسولنا صلّى الله عليه وسلّم إلى التحلّي بها، وقد أثنى الله ورسوله على أهلها والقائمين بها لأنها أساس المحبة والتعاطف بين الناس حيث تجلب الرفق والمودّة في المعاملات، ثم هي دليل من أدلة كمال الإيمان وحسن الإسلام وعنوان فلاح العبد وسعادته في الدارين وصلاحه وحسن خلقه مع الآخرين، وسبب من أعظم أسباب رحمة الله تعالى بالعباد. وقال صلّى الله عليه وسلّم : (إنما يرحم الله من عباده الرُحماء) رواه البخاري .
نسأل الله الرفق واللّين وحسن المعاملة ومكارم الأخلاق فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا أنت، واللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، واصلح لنا اخرتنا التي هي معاذنا
يا رفيق يا حليم.
مع تحيات نجيبة المعالج دربال.
Vous avez envoyé