اخترت لكم حفظ اللسان..…نجيبة المعالج دربال
نحن في موسم عظيم ، في شهر كريم ، فيه حفظ اللسان ضروري ومتاْكد ، حتى لانفسد صيامنا . ومعنى الحفظ هو صونه من المحرمات والفواحش والكلام السيء والسخرية وقول الزور واللغو والكذب والنميمة وغيرها من الآفات .
إن خطر اللّسان عظيم ولا نجاة منه إلا بالنطق بالخير، فاللّسان شبكة تقتنص بها الخيرات والحسنات وكذلك السيّئات ونحن في رمضان والصائم حقا هو من حَفِظَ لسانَه عن الكذب والطعن في الأعراض والأنساب ونحوها كقول الزُور والغيبة والنميمة.
عن أبي هريرة أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » رواه البخاري واْحمد في مسنده ، وقال صلّى الله عليه وسلّم أيضا : « إذا أصبح أحدكم يومًا صائما فلا يرفث (لا يفحش القول) ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم، إني صائم، إني صائم» رواه مسلم . وعن أبي موسى قال قلت يا رسول الله: ( أيّ المُسلمين أفضل؟ قال « من سلم المسلمون من يده ولسانه) رواه البخاري والصدق في القول يؤدي بصاحبه إلى الصدق في الأعمال والصلاح في الأحوال والصوم أنجع مدرسة لتخريج الصائمين الصادقين. وعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : « لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه » رواه البيهقي. وقال صلّى الله عليه وسلّم: « من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت » متفق عليه ،وقال عليه الصلاة والسلام : (كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن مُنكر أو ذكر الله تعالى) رواه النسائي .
وقال صلّى الله عليه وسلّم: (رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم) حسنه الالباني في صحيح الجامع ، ما أحسن شرعنا وما أرحمه بنا ، حيث نهانا عن قبيح الكلام ورديء الصفات بأساليب شتَى، تارة بعنوان الكذب أوالغيبة، وأخرى بعنوان النميمة، وأخرى باليمين الفاجرة أو بشهادة الزور، وتارة بالقذف، وأخرى بالطعن، وتارة بالتعيير وتارة بإظهار الشماتة. كل ذلك ليتحفظ الواحد منا عن النميم والقبيح وليتصف بالجميل والمليح فيكون عبدًا ربانيا كاملا في ذاته وصفاته سعيدا سعادة كاملة.
نسأل الله أن يخلّقنا بأخلاق الإسلام وآداب سيّد الأنام وأن يجعل لساننا طريقا إلى الخير بذكر الله تعالى وحمده واستغفاره وشكره، وأن يجنبنا زلات اللّسان وهفواته . كل رمضان ونحن بخير و بلسان أكثر أمنا وتهذيبا إنك سميع مجيب.
أعطر تحيات نجيبة المعالج دربال