![استفسار لأهل الإختصاص…الطاهر العبيدي](https://journalistesfaxien.tn/wp-content/uploads/2024/03/abidi-taher.jpg)
استفسار لأهل الإختصاص…الطاهر العبيدي
تجمع الروايات على أن معاوية ابن أبي السفيان رضي الله عنه كتب الرسائل هو وزيد بن ثابت ملازمين لكتابة الرسائل والوحي وغيره، بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
وهو صحابي من كتّاب الوحي، وسادس خلفاء المسلمين، ومؤسس الدولة الأموية.
๏ ومع ذلك اندلعت حربا ضروسا بينه وبين سيدنا علي ابن ابي طالب، رابع الخلفاء، وابن عم الرسول، وأحد المبشرين بالجنة. ليكون الخلاف والمعركة أجتهادا بشريا، لكل فيه رأيه وتفسيره وحججه. ورغم فاجعة استشهاد سيدنا علي بن ابي طالب، وتحميل البعض مسؤولية التناحر والضحايا على عاتق معاوية ابن أبي السفيان. الا ان في عهده ازدهرت الدولة الأموية وكللت بالفتوحات. وازدهرت بالمعارف والعلوم، وانتشر فيها الاسلام ليعم الكثير من الدول. وتعتنقه العديد من الشعوب.
๏ كما وقع قتل سيدنا عبد الله ابن الزبير في الكعبة. في عهد خلافة عبد الحكم ابن مروان، التي في فترته شهدت البلاد نهضة علمية كبيرة، وفتوحات شرقا وغربا وصلت الاندلس عن طريق عامله موسى ابن نصير، الذي فوض قائده طارق ابن زياد، وبالتالي فإن الحكم بما فيه من أخطاء وزلات بشرية، فإنه في المقابل فيه انتصارات ومكاسب.
๏ وهنا يمكننا القول أن الحكم في النهاية هو قراءة واجتهاد تمليه الظروف والوقائع والظروف، وليس قولنا للتبرير، بل للانتباه ومحاولة الاستبيان والتفسير..
๏ ولعلنا هنا نستحضر موقف السيد حسن نصر الله رحمه الله، وأحسن مقامه. والذي افنى عمره على خطوط التماس، للتصدي للصهاينة، واسشهد على خطوط الجبهة. ولئن أخطأ في مؤازرة سفاح سوريا حافظ الاسد، فان ذلك لا ينفي صموده طوال حياته في محاربة الصهاينة، وعدم ولائه للكيان، الى جانب قدرته على التحاور مع المختلف اللبناني، وتجنب المعارك القتالية مع معارضيه، رغم امكانيات حزب الله العسكرية الذي هو أمينه. وكان سندا للقضية الفلسطينة بشهادة قادتها على جبهة النار، بخلاف من يدّعون التضامن في العلن والتحالف مع الكيان في الخفاء والسر، بل البعض من حكام العرب صار يتجاهر ويتفاخر بالتطبيع في العلن، والبعض الآخر من مثقفي الصالونات والأرائك والخطب، بنهشون لحم السيد نصر الله حيا وميتا، وهم لا يتقنون سوى التصفير ومضغ اللسان والفم، بعيدا عن جبهات النار والفعل.
……………………………
الردود والنقاش، يكون ضمن الرقي والتحضر في الاختلاف، بعيدا عن التشنج والهبوط والانفعال.