الاحتفاء بالذكرى التسعين لتأسيس المعهد الرشيدي

الاحتفاء بالذكرى التسعين لتأسيس المعهد الرشيدي

10 افريل، 14:00

احتفاء بالذكرى التسعين لتأسيس المعهد الرشيدي وتحت شعار “الرشيدية منارة الموسيقى التونسية: بين الماضي العريق وآفاق المستقبل”، ينظم مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بالشراكة مع المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية يوم الجمعة 11 أفريل 2025 بقصر النجمة الزهراء يوما علميّا لتسليط الضوء على تاريخ الرشيدية واهم أعلامها وتجربة المدرسة الرشيدية بتونس.

ويتضمن برنامج اليوم العلمي عددا من الجلسات العلمية التي يشارك فيها مجموعة من الجامعيين والباحثين المختصين في مجال العلوم الموسيقية.

وستُخصص الجلسة الأولى من هذه التظاهرة إلى تاريخ الرشيدية منذ التأسيس وسيكون موضوعها “الرشيدية أسرار التأسيس والمراحل الأولى”، ويشارك ضمن الجلسة كل من فتحي زغندة الذي سيعود على تجربة “جمعية الرشيدية للموسقى التونسية إنجازاتها والعقبات التي واجهتها”، وعلي السياري الذي سيطرح في مداخلته “دور لجنة جمع التراث بالرشيدية في توثيق رصيد المالوف التونسي”، وعبير الشريف التي ستتناول موضوع “المعهد الرشيدي بين التأسيس والتوثيق”. وسيختتم مداخلات الجلسة الأولى، محمد الهادي بن جعفر من خلال التركيز على دور “الرشيدية في الحفاظ على الموسيقى التونسية”.

وستقام الجلسة الأولى تحت رئاسة سلوى بن حفيظ أستاذة العلوم الموسيقية والمديرة العامة لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية.

أما الجلسة العلمية الثانية، وموضوعها “الرشيدية وجهود ترسيخ الهوية الموسيقية بعد التأسيس”، فسيرأسها محمد مسعود إدريس، وسيفتتح مُداخلاتها محمد سيف الله بن عبد الرزاق الذي سيقدم مداخلة بعنوان “الرشيدية وخيار اعتماد التدوين الموسيقي”، سيليه أنيس القليبي الذي سيهتم بـ”التحولات في تركيبة الفرقة الموسيقية للرشيدية عواملها وظاهرها ونتائجها”.

وسيركز محمد أنيس الحمادي في مداخلته ضمن الجلسة العلمية الثانية على “المعهد الرشيدي منذ تولي مصطفى الكعّاك لرئاسته من سنة 1941 إلى حدود الاستقلال وذلك من خلال استعراض أنشطته في ضوء الصحف والوثائق الأرشيفية”، في حين سيتطرق وسيم بوراس إلى “دور النخب المثقفة في النهوض بالحراك الثقافي للمعهد الرشيدي”.

وستتناول الجلسة العلمية الثالثة والأخيرة، بالدرس تجارب “نساء ورجال ساهموا في مجد وإشعاع الرشيدية”، هذه الجلسة التي يديرها أنيس القليبي، تضم خمس مداخلات، الأولى لسلوى بن حفيظ وعنوانها “نساء المعهد الرشيدي: “بصمات نسائية في الحراك الموسيقي بالمعهد الرشيدي” والثانية للمختار المستيسر الذي سيجيب على سؤال “ماذا أضاف الشيخ علي الدرويش للموسيقى التونسية عبر مشروع الرشيدية؟”، أما مُداخلة رشيدة الجعايبي فستتطرق إلى موضوع المنسيين من ذاكرة الرشيدية وتحديدا تجربة الأستاذ أحمد حداد (1912/ 1995) . وسيقدم فاخر الرويسي بالمناسبة مداخلة عنوانها “شافية رشدي والرشيدية من خلال الجرائد التونسية بين سنتي 1934 و 1941”.

وستختتم مداخلات اليوم العلمي مع سليم السلامي الذي سيركز على شخصية محمد القادري ونشاطه في الرشيدية.

وللتذكير فقد تأسست جمعية الرشدية في 3 نوفمبر 1934، وهي جمعية ثقافية وفنية متخصصة في الموسيقى التونسية، أنشأها نخبة من السياسيين والمثقفين والكتاب والفنانين تحت قيادة مصطفى صفر، شيخ المدينة آنذاك. وتُعرف رسميًا باسم جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى، وهي أول مؤسسة موسيقية في تونس وواحدة من أقدم المؤسسات الموسيقية في العالم العربي.

وتهدف جمعية الرشيدية أساسا إلى الحفاظ على التراث الموسيقي التونسي، خاصةً منه المالوف ومشتقاته، فضلا عن التوثيق لهذا الإرث الموسيقي الثري.

قدمت الرشيدية أول حفل لها في المسرح البلدي بتونس العاصمة في أوائل سنة 1935. وكانت أولى أغانيها الأصلية “يا لايمي عالزين” التي ألفها علي الدوعاجي.

ومن بين أوائل المؤدين في الرشيدية فنانون كبار تركوا بصمة في تاريخ الفن التونسي على غرار شافية رشدي، وهي المرأة الوحيدة التي حضرت الاجتماع التأسيسي للرشيدية، ومن الفنانات الأخريات اللاتي غنين ضمن الرشيدية، فتحية خيري و صليحة.

وتم اطلاق اسم الرشيدية نسبة لمحمد الرشيد باي(1710/ 1759)، ثالث حكام العائلة الحسينية، وهو شاعر وموسيقي عمل على إثراء الموسيقى التونسية بإسهامات تركية، خاصة فيما يتعلق بقواعد وإيقاعات النوبة.

ويرتبط تاريخ الرشيدية ارتباطاً وثيقاً بأعلام كبار في الموسيقى التونسية، من بينهم خميس ترنان ومحمد التريكي وصالح مهدي ومحمد سعادة والطاهر غرسة وعبد الحميد بن علجية وزياد غرسة وغيرهم.

وضمت أوركسترا الرشيدية أيضا قدور الصرارفي (1913 / 1977) الذي أصبح، في عام 1942 عن سن يُناهز التاسعة والعشرين، أصغر قائد أوركسترا في تونس والمغرب العربي، إذ قاد الفرقة إلى جانب محمد التريكي.

ويُعدّ الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس الرشيدية فرصة لتكريم أولئك الذين شكّلوا تاريخ الموسيقى التونسية وتكريم جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية التي تقع في قلب المدينة العتيقة في تونس العاصمة، في المكان التاريخي لدار الدولاتلي، القصر الذي بُني في القرن السابع عشر.

مواضيع ذات صلة