الاحتكار هذا الإرهاب المنحط . بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي
الأمر لم يعد خافيا على أحد ، هناك فئة جشعة متآمرة بلا أخلاق و لا ضمير و لا دين تتاجر بقوت الزوالى و تستهدفه و تريده أن ينفجر و أن يقوم بالمحظور من نهب و سرقة و حرق و استهداف للأملاك العامة و الخاصة حتى يسهل لهذه الفئة ضرب المؤسسة الأمنية و العسكرية و لما لا إتاحة الطريق لبعض الساسة الجبناء و العملاء للاستيلاء على السلطة . ما نقوله ليس هوس خيال جامح أو مجرد وساوس شيطانية بل هو واقع يعرفه و يعلمه و يؤكده الجميع . ما يحدث مؤامرة مكتملة متعددة مختلفة الأركان و الوجوه تشارك فيها أيادي و عقول و أموال و وسائل و رجال إعلام و دكاكين مخابرات أجنبية باتت معلومة و لو أرادت وزارة الداخلية كشف المستور و حجم المؤامرة و عدد المتآمرين لوجدنا أنفسنا أمام كارثة يتم الإعداد لها منذ فترة و لن يتم مواجهتها أو الانتصار عليها إلا بتكاتف جهود الجميع و خاصة تعقل المواطن و استعداده للمشاركة في فضح هؤلاء الخونة بالتبليغ المتواصل عن المستودعات التي يحتكرون فيها مواد التموين بغرض الترفيع في الأسعار .
ربما سقطت الأحزاب في تونس بعد قرارات ليلة 25 جويلية 2021 و اندثر أغلبها بعد أن تبين أنها مجرد أحزاب كرتونية لا قدرة لها على التأثير في الشارع و تقديم حلول ملموسة لازمات المواطن المتعاقبة و لكن من الثابت أن الفترة المذكورة قد شهدت ولادة رسمية لحزب الاحتكار و الفساد بوجهه الكالح القبيح . حزب الاحتكار هو حزب إرهاب ” مدني ” لا يستعمل أسلحة بيضاء و لا سواطير و لا قنابل و لا مسدسات و لا بنادق متطورة و لا يحتاج إلى فئة من المنظرين عدا هؤلاء البيادق المسيّرة من إعلام شارع محمد على و كل أسلحته هي بعض المستودعات و أموال بالمليارات و رشاوى و طبعا سيارات رباعية الدفع قادرة على نقل البضائع بسرعة البرق . فى يوم واحد نقرأ مئات العناوين عن حملات و مداهمات أمنية لزجر الاحتكار لكن مع ذلك يستمر حزب الاحتكار في ممارساته الإرهابية في كل الميادين و بمختلف الطرق و على جميع المستويات مستغلا هشاشة الوضع الأمني . هذه حرب على قوت الزوالى و قدرته الشرائية المتهالكة بفعل فشل حكومات السيد الرئيس قيس سعيد و نزوعه إلى مواجهة حرب اغتيال المواطن بحرب التحذيرات و التهديدات التي لا يمكن أن تخيف هؤلاء التماسيح .و نحن فى قلب هذه الحرب الصريحة المعلنة المستهترة يقوم ” السادة ” المسئولين المشرفين على شركات مثل الصوناد و الستاغ بالمساهمة الفعالة في ضرب المؤسسات الصغرى مثل المحلات الغذائية و المخابز بالاستمرار المتعمد في قطع الماء و الكهرباء في الليل و النهار مما تسبب لهم في خسائر زادت من كساد تجارتهم و تضايقهم من حكومة اللاحول و لا قوة التي لا يجد المواطن مبررا وحيد لوجودها سوى مزيد إثقال كاهله بالأداءات الاعتباطية . فى كل دول العالم هناك احتكار لكن الدولة تقوم بوضع خطط كثيرة و مناسبة لمواجهة هذا الإرهاب لكن من الواضح أن السيد رئيس الحكومة الذي تم الإيتاء به على عجل و من باب تغيير السروج فيه راحة كما يقال لم يفهم لحد الآن أنه يجلس على كرسي رئيس حكومة و له مطلق السلطات ليقوم بدوره . بالمقابل هناك حزب الاحتكار و الإرهاب الغذائي الذي يتنطط و يتفرّع ليصبح قريبا دولة داخل الدولة و لا مفر من التعايش معه كسلطة قائمة ربما تفرض على المواطن دفع الإتاوات مقابل رغيف خبز و قارورة حليب .