الاحتكار  هذا الإرهاب المنحط . بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

الاحتكار هذا الإرهاب المنحط . بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

27 سبتمبر، 14:46

 الأمر لم يعد خافيا على أحد ، هناك فئة جشعة متآمرة بلا أخلاق و لا ضمير و لا دين تتاجر بقوت الزوالى و تستهدفه و تريده أن ينفجر  و أن يقوم بالمحظور  من نهب و سرقة و حرق و استهداف للأملاك العامة و الخاصة حتى يسهل لهذه الفئة ضرب المؤسسة الأمنية و العسكرية و لما لا  إتاحة الطريق لبعض الساسة الجبناء و العملاء للاستيلاء على السلطة  .  ما نقوله ليس  هوس خيال جامح أو مجرد وساوس شيطانية بل هو واقع يعرفه و يعلمه و يؤكده الجميع . ما يحدث مؤامرة مكتملة متعددة مختلفة الأركان و الوجوه تشارك فيها أيادي و عقول و أموال  و وسائل  و رجال إعلام و دكاكين مخابرات أجنبية باتت معلومة و لو أرادت وزارة الداخلية كشف المستور و حجم المؤامرة و عدد المتآمرين لوجدنا أنفسنا أمام كارثة  يتم الإعداد لها منذ فترة   و لن يتم مواجهتها أو الانتصار عليها إلا بتكاتف جهود الجميع و خاصة  تعقل المواطن  و استعداده للمشاركة في فضح هؤلاء الخونة بالتبليغ المتواصل عن المستودعات التي يحتكرون فيها مواد التموين  بغرض الترفيع في الأسعار .

ربما سقطت الأحزاب في تونس بعد  قرارات ليلة 25 جويلية 2021 و اندثر أغلبها بعد أن تبين أنها مجرد أحزاب كرتونية لا قدرة لها على التأثير في الشارع و تقديم حلول ملموسة لازمات المواطن المتعاقبة و لكن من الثابت أن الفترة المذكورة قد شهدت ولادة رسمية لحزب الاحتكار و الفساد بوجهه الكالح القبيح .  حزب الاحتكار  هو حزب إرهاب ” مدني ”  لا يستعمل أسلحة بيضاء و لا سواطير و لا قنابل و لا  مسدسات و لا  بنادق متطورة  و لا يحتاج إلى فئة من المنظرين  عدا هؤلاء البيادق  المسيّرة من إعلام شارع محمد على  و كل أسلحته هي بعض المستودعات و أموال بالمليارات و رشاوى  و طبعا سيارات رباعية الدفع قادرة على نقل البضائع بسرعة البرق . فى يوم واحد نقرأ مئات العناوين عن حملات و مداهمات أمنية لزجر الاحتكار  لكن مع ذلك يستمر  حزب الاحتكار في ممارساته الإرهابية في كل الميادين و بمختلف الطرق و على جميع المستويات مستغلا هشاشة الوضع الأمني . هذه حرب على قوت الزوالى  و قدرته الشرائية المتهالكة بفعل فشل حكومات السيد الرئيس قيس سعيد و نزوعه إلى  مواجهة حرب اغتيال المواطن بحرب التحذيرات و التهديدات التي لا يمكن أن تخيف هؤلاء التماسيح .و نحن فى قلب هذه الحرب الصريحة المعلنة المستهترة  يقوم ” السادة ” المسئولين المشرفين على شركات مثل الصوناد و الستاغ بالمساهمة الفعالة في  ضرب المؤسسات الصغرى مثل  المحلات الغذائية و المخابز  بالاستمرار المتعمد في قطع الماء و الكهرباء  في الليل و النهار مما تسبب لهم في خسائر زادت من  كساد تجارتهم  و تضايقهم من حكومة اللاحول و لا قوة   التي لا يجد المواطن مبررا وحيد لوجودها  سوى مزيد إثقال كاهله بالأداءات الاعتباطية .  فى كل دول العالم هناك احتكار لكن الدولة تقوم بوضع خطط  كثيرة و مناسبة لمواجهة هذا الإرهاب لكن من الواضح أن السيد رئيس الحكومة الذي تم الإيتاء به على عجل و من باب تغيير السروج  فيه راحة كما يقال  لم يفهم لحد الآن أنه يجلس على كرسي رئيس حكومة و له مطلق السلطات ليقوم بدوره . بالمقابل هناك حزب الاحتكار و الإرهاب الغذائي  الذي يتنطط و يتفرّع  ليصبح قريبا دولة داخل الدولة و لا مفر من التعايش معه كسلطة قائمة ربما تفرض على المواطن دفع الإتاوات مقابل  رغيف خبز و قارورة حليب .

مواضيع ذات صلة