الاهمال طال ميدان الصحّة منذ عهد الاستعمار …الازهر التونسي
كثرت في هذه الأيام التصريحات الانطباعية حول وضع البنية التحتية الصحية في البلاد التونسية و ما أنجزته دولة الاستقلال في هذا الباب وأريد أن أوضح منذ البداية بأني من خلال هذه التدوينة لا أرمي للدفاع عن هذا الطرف أو ذاك بل أريد أن أقدم معطيات علمية حتى تكون أحكامنا أكثر موضوعية و إنصافا و لا تغلب عليها الدعاية السياسية و في هذا الباب سأنطلق من نص للدكتور الحبيب ثامر من كتابه الشهير هذه تونس:”…و يتضح إهمال السلط الفرنسية للحالة الصحية بضآلة عدد المستشفيات و عدد الأسرة بها و انعدام الأجهزة الطبية اللازمة ففي ثلاثة ملايين نسمة و هم سكان تونس لا يوجد غير 4285 سريرا للعرب و الأوروبيين في مختلف المستشفيات و المصحات و يخص العاصمة من هذا العدد ألفا سرير يعنى ذلك أن بقية السكان سواء في المدن و البوادي لا يوجد لمرضاهم سوى 2285 سريرا ” و يقدر الحبيب ثامر نسبة الوفيات لدى السكان الأصليين ب33.8 بالألف
و حتى نكون منصفين يجب أن نذكر بأن العديد من الأمراض تكاد تكون انقرضت من البلاد التونسية مثل السل و الجدري و التراكوم و الشلل…و سأقدم معطيات احصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة فقد بلغ عدد الأسرة الجملي بالبلاد التونسية سنة 2017 26715 سريرا توزع على النحو التالي 21112 سريرا في القطاع العام و 5603 في القطاع الخاص فلنقارن بين المعطيات المقدمة من الدكتور ثامر و التي تعود لحوالي 1947 و المعطيات الرسمية التي تقدمها وزارة الصحة التونسية كما أريد أن أذكر هذا المؤشر الذي يغني عن كل تعليق فقد تراجعت نسبة الوفيات إلى حوالي 6 بالألف حاليا . أكيد أن هذه المنجزات غير كافية و لكن ليست منعدمة كما يدعي البعض فالدعوة موجهة لتنسيب أحكامنا