التدخين في الأماكن العامة : حريتك تقف عندما تبدأ حرية غيرك
التدخين ظاهرة سلبية جدا ومنتشرة كثيرا في كل مكان : في الشارع، في الإدارات، في المحطات بل حتى داخل وسائل النقل العمومي، في المحلات، في المقاهي… أينما مررتَ في الطريق ستستنشق رئتاك هواء مدخّن وربما مرّ صاحب إحدى السيارات الفخمة ونفث سمّه في وجهك بقلّة حياء، وأينما جلستَ في مقهى ستشم تلك الروائح العطرة، وكذلك في الإدارات رغم أن ذلك ممنوع بالإضافة إلى أعقاب السجائر المرمية هنا وهناك ومن المضحكات المبكيات أن المسؤول عن البروتوكول الصحي وعن تنظيم الصفوف أمام الباب الرئيسي ويمنع أحيانا دخول الأشخاص بدعوى تعقيم المكان يدخّن على مرأى من الجميع في تناقض صارخ مع المهمة الموكولة إليه وكذلك عاينّا بعض الممرّضين والأطبّاء يدخنون أمام باب إحدى المصحات، الخبّاز يمدّ لك الخبزة وهو يدخن وكذلك الحمّاص والخضّار والعطّار والحريف الذي بجانبك والقهواجي بطبيعة الحال وكل هؤلاء لا يضعون كمّامة طبعا.. المدخّنون إخوتنا وهم أحرار في تصرفاتهم بشرط ألا تلحق الضرر بغيرهم فالتدخين السلبي له نفس أضرار التدخين الفعلي ويزداد الأمر خطورة في زمن الكورونا… لماذا لا يُخصّص ركن للمدخنين في المقاهي وذلك حقهم ؟ ولماذا يدخّن الناس وهم يمشون في الشارع ؟ أليس الأفضل لهم ولنا أن يجلسوا في ركن ويستمتعوا بسيجارتهم ويتلذّذوا بها جيدا وذلك من طقوس التدخين كما أعلم… التدخين تحوّل إلى ظاهرة مقلقة ومزعجة كثيرا إنه يقارب حجم الهواء الذي نتنفسه في الشارع وفي الأماكن العامة واللافت للنظر هو ارتفاع عدد المدخنين يوما بعد يوم وتشير آخر الإحصاءات أن تونس الأولى عربيا في عدد المدخنين صحبة الأردن ولبنان وأن ثلث التونسيين من المدخنين وأن أكثر من 13200 تونسيا يموتون سنويا بسبب هذه الآفة… وفي النهاية نحن لا نتدخل في شؤون المدخنين ولكننا نطلب منهم فقط احترام غيرهم عملا بمقولة “حريتك تقف عندما تبدأ حرية غيرك”.
سامي النيفر